اخلاص فرنسيس
كم أردت أن أخلع عني هذا الثوب
ثوب الروتين الذي ترتديه كلّ النساء
أفك أزرار النمطية، لتفرّ روحي إلى الفضاء الرحب
عمّا قريب سأخرج عن القانون
وأنسى السنين الطويلة، وإيقاع قطب الرحى
مُسمرة بالأرض
كم أردت أن أغرّد، وأطلق الصوت بالغناء
لكنهم يلعنون صوتي: اصمتي
بعد قليل سأعطي الحرية لشعري أطلق له العنان
أحرّر الجديلة البنية
ليطير مع أنفاس الريح ربيعاً على كتفي
أدخل الحلم بإرادتي
و كأيّ فتاة أتقمّص دور سندريلا
فأجدني في كابوس مذعورة
النورس لا يصل إليّ، والموج الأسود يلطمني
من يستطيع الفكاك من قدره
يقتلون الحبّ في وطني
في صومعة عينيه أنثى أردت أن أتسكع
أرتدي عطر الغار وخيوط الشمس
أطير بجناح مكسور على أرصفة الحرية
أعطي للريح خدي، يطرّز عليه قبلة الفجر
تقرع طبول الحرب
وقلبي المسافر منذ أعوام بين المعاني
يبحث عن عاشق طال غيابه
حالمة أنا فوق العادة
وعاشقة حمقاء أكثر ممّا ينبغي
وفي رأسي أفكار تتعارك ما بين واقع وهذيان
أرتّب على إيقاع الليل أوقاتي
علّ النجوم بصمت تنهي تشرّدي
وأستعيد أعضائي المشردة في دهاليز الحياة
أعود إلى حقول طفولتي، أتسلّق شجر الصنوبر
وأنصب أرجوحتي، أطير في سماء الدهشة
وتسمع من خلف المجرات قهقهة ضحكتي
فتعود مع المطر نقشًا على صدري
ممهوراً بقبلة
قبل أن يدركنا الرحيل
وقبل أن ننام في جوف التراب في ليل لا ينتهي