قراءة في رواية حسناء فارس للكاتبة الفلسطينية روز اليوسف شعبان، الصادرة عن دار الهُدى ٢٠٢٤، ٧٨ صفحة.
عندما تكتشفُ قلمَ الكاتبة روز اليوسف شعبان، ابنة طرعان، لا تقرأ فحسب، بل تتمتّع كقارىء ناضج بالعودة لفترة المراهقة وللطفولة.
قرأتُ وكأنّي أستمعُ لحكاية جدّتي وأمي في زمنٍ يهتمُّ فيه الأطفالُ بالعالمِ الالكتروني، نجدُ هذه القصة تروي غليلَ الشبابِ بالحب والعلاقة الجميلة، والتفاهم الذي يربطُ الأهلَ بأبنائهم خاصةً خلال فترةِ المراهقة.
كم هو جميلٌ هذا البناءُ الأُسريّ عبر قلمٍ شعريّ، خطّتْ به تشجيعَ الأهلِ لأولادهم في تنميةِ هواياتهم.
فكان عشقُ فارس لحسناء، الفرس الجميلة التي كانتْ له بمثابةِ مفتاح للحب والحياة.
رسمتْ الكاتبةُ كلماتٍ بأسلوبٍ سرديّ من السهلِ الممتنع، المُشوّق والذي فتحَ لنا أبوابَ الفروسيّةِ العربية المُهمّة في تراثنا، لتجعلَ من فارس بطلًا من أبطالِ الفروسية بمَعِيّة حسناء.
نضوجٌ ووعي بَنَتْ عليهما شخصيةُ فارس، كتبتْها “روز اليوسف” بمسحةٍ فنيةٍ أدبيةٍ، وضعتْ فيها عاطفتها ثم أتبعتْها برسوماتِ “مريم الرفاعي” الفنية، كلوحاتٍ جميلة زيّنتْ صفحاتِ الكتاب، بألوانٍ زاهية لا تشبعُ منها العينُ، فكانت روايةً بحدّ ذاتها.
مزجتْ بين التراثِ العربي القديم عبر الفروسية والحداثة في عصر الانترنت، لتُشعلَ سلاسةَ الكلماتِ بحبّ وعشقٍ بين الحيوان والإنسان، بين فارس و”حسنائهِ” ووفائه لها.
مهارةُ الكاتبة واضحة جليّة، وقد ظهرتْ في خاتمة القصة، عندما تركتْ النهايةَ مفتوحةً على خيالِ القارىء.
قصةٌ تستحقُّ القراءة لتُلوّن أيامَ شبابنا بجمال اللغة العربية وحبٍّ وعشقٍ لفرس، حيث لا وعظ ولا إرشاد ولا فوقيّة بل تفاهم واتفاق ونضوج مُثمِر.
١٠/١٢/٢٠٢٤