قراءة هناء عبيد
صدرت قصة الأطفال الكوكب الأحمر للدكتورة روز اليوسف شعبان عن دار الهدى هذا العام ٢٠٢٤، وتقع في ٢٨ صفحة من الحجم المتوسط، جاءت الرسومات بريشة الفنانة رحاب جمال الدين، والقصة من تنسيق آلاء مارتيني.
القصة تواكب زمننا العصري وعالم الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
تتحدث القصة عن طفلة تدعى نور، تستهويها الكواكب، وتشعر بسعادة كبيرة حين تراقبها.
ففي أحد الليالي المقمرة، راقبت نور السّماء فانبهرت بجمال إنارة القمر فيها والنجوم الّتي تزينها؛ فولد لديها فضول التعرف على عالم الفضاء. ولربما كان لأستاذ العلوم الفضل الكبير في عشقها للكواكب. إذ كان بين الحين والآخر يعرض أمام طلابه أفلامًا وثائقية تظهر أهم اكتشافات العلماء في كل ما يتعلق بعلم الفضاء، وهذا ما جعل نور تكثر من الأسئلة لأستاذها عن هذا الموضوع. فكانت تتساءل هل هناك حياة على الكواكب؟ وهل هناك أناس يعيشون عليها؟
يتزايد عشق نور للفضاء؛ كذلك فضولها الّذي حثّها على توجيه الأسئلة إلى تشات جي بي تي، لتنهال عليه بها الواحدة تلو الأخرى، هل توجد حياة على الكواكب؟ هل هناك أطفال مثلي يعيشون في كواكب أخرى؟ وكان يجيب عليها بمعلومات وافرة ومفيدة.
كانت أسىئلة نور تناسب عمرها وربما فاقته، وقد نعزي ذلك إلى ذكاء الأطفال في هذا العصر، إذ بإمكانهم الحصول على كم هائل من المعلومات عبر شبكة النت الّتي لم تكن متوفرة في زمننا.
فقد كان الحصول على أية معلومات يحتاج إلى الوقت الكثير والمصادر المتعددة من دوريات وكتب ومخطوطات، وكان علينا دومًا التنسيق مع موظفي المكتبات للحصول عليها.
تأخذنا نور بعشقها للكواكب إلى رحلة نحو كوكب المريخ في مركبة ضخمة خلال سبعة أشهر، نرى معها التراب الأحمر الّذي يشبه تراب الصحراء، وبعض التلال والمرتفعات الحمراء.
القصة تناسب المرحلة الابتدائية، وكما هو موضح في مقدمة القصة فهي تناسب الفئة العمرية ما بين الثامنة والحادية عشر.
تم سرد القصة بأسلوب مشوق يجذب الطفل حتى آخر حرف فيها بالرغم من أنها قصة معلوماتية؛ فهي تحاكي عقلية أطفال هذا العصر وتناسب أسلوب تفكيرهم، كما أنها تعرض كل الإمكانيات المتوفرة المعروفة لهم من شبكة النت والذكاء الاصطناعي والتشات جي بي تي الّذي يستطيع أن يوفر لنا المعلومات الكاملة ليأخذنا إلى عالم الكواكب والنجوم بكل سهولة وأريحية.
اللغة المستخدمة في القصة لغة عربية فصحى تناسب الفئة العمرية الموجهة لها؛ وهي لغة جميلة بديعة متقنة، تم استخدام التشكيل على جميع حروف المفردات فيها، وهذه خطوة ذات تأثير لغوي تعليمي له وقعه الإيجابي؛ حيث تتيح للأطفال التعود على قراءة المفردات بأسلوب نحوي ولغوي سليم.
القصة تعليمية تثقيفية ذات أهداف متعددة، كما أنها تسلط الضوء على أهمية المعلم في حياة التلميذ، وهذا ما استخلصناه من القصة، إذ أن الفضل في إقبال نور على التعلم يعود إلى أستاذ العلوم الّذي كانت له وسائله في الترغيب بالتعلم.
الرسومات المرافقة للقصة متقنة، تناسب الحدث وقد كانت جاذبة وذات ألوان تشد انتباه الطفل.
ولا شك بأن الدكتورة روز استعانت بخبرتها التعليمية لتبدع في قصتها، فهي مديرة ومعلمة فاضلة في إحدى المدارس الرائدة في فلسطين، لهذا ليس من الغريب أن تكون القصة بهذه المهارة وتحمل هذه القيم والحث على العلم والمبادئ الحميدة.
هذا وتعتبر القصة إضافة نوعية إلى مكتبة الطفل.