طالب هاشم الدراجي
الذئب صياد ماهر ، صبور وذكي وفتاك ، هكذا هم بعض الرجال ، يستطيع اقناع فتاة عادية بأنها أجمل نساء الكون ويبدأ يصف لها رؤيته لجمالها المثير ، ولههِ وشغفهِ وذوبانهِ فيها ،ثم يكون صبورا وذكيا معها حتى يفتك بها ويشبع جوعه ، ثم ينتقل لأخرى وهكذا هلم جراً
سلوى ، امرأة مطلقة ، وكأيِّ مطلقة يكون حلمها العودة لعش الزوجية الذي سبق لها أن
تمتعت به ولظروف نفسية واجتماعية داخل عائلة مفككة فشل زواجها
طال انتظارها لعريس مناسب والعمر يركض بها بسرعة قصوى ، وهي ترى ذوبان
شبابها وانطفاء فتن جسدها ، لكن ما العمل ؟ كل من تقدم لها أما كبيرا في السن أو يريدها
زوجة ثانية ، الأمل ما زال في روح سلوى ، الدعاء والتوسل بالله أن تعيش حياة طيبة لا
أكثر ، زوجا مناسبا فحسب ، كانت أحلامها بسيطة جدا ومتواضعة ، حتى جاءها ذلك
الأحمق الذي أفسد كل شيء في حياتها ، كان رجلا بسيطا يحلم بحب حقيقي ، تأثّر كثيرا
بقصص الحب في الأفلام ،وظل ذلك يراوده طوال حياته ،شاءت الصدف أن يلتقي بسلوى
الهادئة اللطيفة الطيبة ، المرأة المظلومة المحرومة ، التي فقدت ثمرة شبابها بزواج تمتعت
به لفترة قصيرة لتقضي باقي عمرها رهينة الحزن والاحباط والفشل ، رؤيته لسلوى جعلت
انطباعه الأول قويا جدا ، حيث أعجب بها من النظرة الأولى ، ربما ذلك بسبب ما بدت عليه
ملامحها الحزينة ، هل هو اشفاق أم محاكاة لحزنه ، ذلك ما لم يفهمه ، لكنه بدأ يقترب منها
حتى استطاع التحدث معها وأخبرها بحبه
الذئب البريء
تجربة الحب مع سلوى عنده ، كانت تجربة مثيرة ، فقد كان يراها جميلة جدا ويدقق في
كل شيء فيها ، وجهها ، عيونها ، حاجبيها ، خدودها ، تقاطيع ملامحها ، شفتيها ، جسدها
كل شيء بدا له مثيرا وجميلا جدا ، وكانت سلوى منبهرة باعجابه ومندهشة بكلامه وهو
يصف لها عمق أحاسيسه ومشاعره تجاهها ، فكنت تسأل صديقتها الجارة ، هل حقا أنا هكذا
جميلة ، هل ما زال في وجهي وجسدي جمال يستحق كل هذا الاطراء والمديح والذوبان من
هذا العاشق الجديد ، وماذا تقول لها الجارة ؟ كانت تشحنها بطاقة ايجابية لرفع معنوياتها
وتؤكد لها بأنها أجمل مما يقوله لها هذا العاشق بكثير
كوارث الغرور
لم يكن هذا العاشق الأحمق يكذب البتة ، فقد أحبها حبا جما ، وهام بها عشقا ، وكما يقول
المثل ( الشاذي بعين أمه غزال ) ما دام يحبها فهي أجمل امرأة في الوجود ، وكل ما فيها
جميل جدا في منتهى الجمال . بدأت سلوى تستعيد عافيتها ونظارة جمالها ، تنظر في المرآة
مطولا ، تنظر الى وجهها وصدرها وخصرها ، وهي تدور حول نفسها وقد استعادت تلك
الثقة المفقودة ، ونزعت عنها احباطها وشعور الفشل الذي لازمها كثيرا ، وصارت تتزين وتهتم كثيرا بنفسها ، وتخرج الى الشارع مليئة بالثقة والشعور بجمالها الآسر ، وهي تنظر
بخيلاء وغرور وتغنج ، وكل رجل يصادفها تنظر اليه باستعلاء واثارة ، مزيج من الفتنة
والاثارة ، اهتمت كثيرا بنظرات الرجال نحوها ، ويغويها جدا تلك الاشارات والنظرات
التي تبدي من بعضهم حين يمر بقربها ، الآن أدركت أنها مثيرة للرجال وقد يعجب بها كل
من يراها طالما هي تتأنق وتتزين وتظهر مفاتنها ، أدركت ان هذا العاشق الأحمق ما هو
الا أحدهم ، وأن طموحها يفوق عشقه لها وولههِ بها ، لذلك قررت أن يكون خيارها مناسبا
فهذا العاشق مجرد شرارة أشغلت نيران غاباتها المعتمة ، هذه النيران جعلتها ترى كم هي
قوية وقادرة على اختيار من تريد بحسب ما يناسبها ، لذلك غدرت به وتخلت عنه وصارت
تنتظر الرجل الذي تطمح اليه
الحياة مليئة بالخسائر
غادر العاشق الأحمق حياتها ، أدرك لاحقا أن اعجابه الكبير بها ومبالغته سبب هذه
الخسارة ، فهي شابة عادية تماما ، أذهلها وأدهشها باطراءه المستمر لها، وجعلها ذلك
تعيش الدور في هذه المسرحية الهزيلة ، لقد عملت عدة تعديلات طبية على جسدها ووجها
وصارت سلوى الآن امرأة مميزة بمؤخرتها البارزة وخصرها المدور النحيف وصدرها
المرتفع المثير،وشفتيها المكتنزتين الممتلئتين.يدور حولها اليوم الكثير من الذكور الجائعين
الذئاب البشرية ، وهي تتطلع نحو تحقيق زواج برجل يملك المال والجاه ليمكنها ذلك من
الاستمرار بتعديل جسدها وتقويمه حسب ما تشتهي ، في النهاية لا يهم أن تزوجت برجل
يملك المال ويشبع منها ثم يتركها لا يهم ، ما يهم هو وجود آخرين جائعين مثله يسيل لعابهم
على هذا الجسد المثير بأدوات الأطباء
هل انتهت القصة ؟ كلا ، هذه البداية فحسب لنهاية الحب على يديّ أطباء التجميل