مريم الأحمد
قصصتُ شعري و جرحت شفتي، و لم يحبني أحد
بكتْ نورما و هي تشير بإصبعها إلى مكان الجرح
حضنت طفلتها و راحت الصغيرة تركل بطن أمها بقدميها الطريتين الشفافتين.. و تستسلم لنوم طفولي ملائكي
تابعت نورما
كنا أنا و هي، طبعاَ هي الأجمل و الأكثر جاذبية و غالباَ كل من يراها يقع في هواها!!
كان لديها تلك النظرة الآسرة في عمق البؤبؤ.. تشلّ حركة الناظر إليها و تستبيح كل مساحات وعيه
أما عن صاحب المكتبة ذلك، فقد أحببتُه كثيراَ.. و لطالما تذرعتُ بحجة استعارة الكتب.. لكي اقترب منه و أحاول أن أترك انطباعاَ ما في روحه! ابتسمت له مراراَ و حدثته بصوت خفيص يكاد يكون همساً.. لكن دون جدوى
و في ذلك النهار
ذلك النهار
و سأكررها مئة مرة لأستجمع قواي و أتنهد خوفاً من تفتت صدري من الألم
في ذلك النهار اقترحتُ على صديقتي أن ترافقني إلى المكتبة و تسجل اسمها في قائمة الأعضاء الذين يحق لهم استعارة الكتب لقاء مبلغ مالي معين
و فعلاَ.. دخلنا المكتبة
أعطته الهوية، فأخذها ليسجل المعلومات الضرورية لديه في السجل
و ترافقنا أنا و هي في جولة بين رفوف المكتبة
تاركة لها الوقت بتأمله و إعطائي رأيها في النهاية
أعاد لها الهوية و شكرناه كثيراً و خرجنا فرحتين!
تأملتْ صديقتي الهوية حين صرنا على الرصيف، قلبتها، و إذ لاحظت أن ورقة بيضاء صغيرة قد تم إلصاقها بعناية في الجهة الخلفية
ارتجفت أصابعها و هي تزيل اللاصق
ترى! ماذا كتب فيها؟
قلت.. دعينا نعرف!
فتحت الورقة.. و راحت تقرأ
ما الذي فعلته بي!؟
عيناك اختطفتا قلبي.. وجهك الجميل كاد يقتلني.. شعرك القصير الناعم مرمغ روحي بنكتار الجمال،، أما الجرح الصغير فوق شفتك العليا! فذلك قد زادك سحراَ
رقم هاتفي. هو
أرجو ان تتصلي بي
رفعت ناظريها حين فرغت من القراءة
قلت لها.. هو يحبك أنتِ، هو يقصدك أنتِ.. أنت شعرك قصير و لديك ذلك الجرح الجميل!!
أنا لا
كنت لا اصدق
اعتذرتْ و قالتْ إنها بالكاد لمحت وجهه.. و لم يعنِ لها شيئاً كل ذلك
اما أنا و كنت أغالب دمعتي، استدرت و مشيت مطأطئة و خاوية
..
وصلت إلى المنزل و قصصتُ شعري، جرحتُ شفتي، انساب الدم على عنقي
حتى دمي لم أشعر بحرارته و لا بتدفقه
كنت أمزق بطاقة الاشتراك بالمكتبة.. و أرميها في سلة القمامة