(حسونه العزابي/ليبيا)
تقاعد
كانت تنتظرُ خبرًا سارًّا ؛
طَرقاتٌ على البابِ كانت تعرف صاحِبَها ؛
تهلَّلَتْ أساريرُها ؛ فتحتْ الباب
وجَدَتهُ أمامها وفي يده رسالةٌ ، وفي عينيهِ دمعةٌ متحجِّرة ؛ اختلط فرحُها بحزنِهِ ؛ أدار ظهرَهُ مودِّعًا ؛
دون أن تُدرك بأنه اليومُ الأخير له كساعي بري
ولادة
وقفَ الصبيُ ينظرُ إلى حيث تلتقي السماءُ بالبحر؛ ينتظرُ ظهورَ قاربِ صيدٍ من هناك، وقد استقرّ في ذهنه ما تردده جدته دائمًا من أن الداخل للبحر مفقود والخارج منه مولود؛ كان سعيدًا وهو يرى والده يولد كل يوم
وسيلة
التقيتهُ صُدفة؛ كان رأسُه أبيضًا بكامله؛ كنتُ متأكدًا أني أعرفه؛ تذكّرتُ صورتَهُ المُعلَّقة كمرشَّحٍ انتخابي, بشَعرِه المصبوغ, وشعاره الانتخابي:” الصدق أولاً وأخيراً “