(١)–
كان الرجل الذاهل يسير إلى جوار حديقة واسعة ..وفجأة لمح زهرة حمراء قانية قرب السياج ..أخرجه جمالها المبهر هن طوره وذهوله ..فركض الى الزهرة وقبض عليها من عنقها وجذبها إليه جذبة قوية دون محاذير ..
ودون أن ينتبه لأشواكها ..فانغرست الأشواك في كفيه وظلت تنغرس حتى تفصد منهما دم وطالع سقيم ..
عند ذلك صرخ الرجل من الألم صرخة داويه .
وبعد أن تراجع الشعور بالألم ..مسح الرجل آثار الدم على كفيه
..وتأمل الزهرة الحمراء القانية ..فوجدها وقد التمع بالسحر والنشوةاحمرارها .. وبدت مثل فتاة ساحرة ..
قامت للتو بالثأر من مغتصبها ..فقال الرجل أعوذ بالله ..
ثم حمل الزهرة والقى بها رغم جمالها ..
(٢)–
في المحاولة الثانية لمح الرجل زهرة فاتنة مثل التي سبقتها ..فاقترب الرجل من الزهرة بحذر وقطفها بحذر متجنبا أشواكها ..وعندما صارت بين يديه حاول بحذر وتصميم انتزاع كامل أشواكها عنها دون أ ن يصاب بوخزة دامية واحدة ..
وبعد ان اتم عمله ..شعر بالانتصار والمتعة الفائقة ..
وعندما قرّب الزهرة المنزوعة الأشواك من عينيه وحدق بها ..وجد الزهرة الفاتنة قد اجتاحها الذبول المفاجئ ..والرماد والتهلكة..
عند ذلك شعر بالحزن العظيم ..وبأن الورود الفائقة الجمال تموت دون أشواكها ..
لحظتها تذكر زوجته الجميلة … فمضى حزينا ومضطربا وعلى غير هدى ..وفي الطريق تعثر بشئ عاتب وحزين ..فانحنى إليه وحمله ..فوجده كتابا اجتاحته الرطوبة والفأل السيئ فرفعه وتأمله ..فوجده ديوان شعر مترجم وكان بعنوان ( أزهار الشر ) فقرأ فيه طويلا ..حتى أنهكه الطريق والعالم والوجود .. وقرر فبل أن يتم قراءة الديوان ..
أن يعود لزوجته الجميلة …ليتابع محبتها.. بعد الحفاظ
على القليل من أشواكها .