علي ابي رعد
نص الكلمة
ميراي شحادة الآتية من أقصى العلوم تجرداً ..من علم الميكانيك الساكن والمتحرك توأم الشعر في تحويل الجمودِ إلى حركةٍ والحركة إلى حياة .. هذه الفلسفة دفعتها للعبور إلى الشعر والأدب بخطى الواثق .. عبر دروب معبدة بأنيق المفردات المسيّجة بباسقات الأشجار الضاربة في عمق المعرفة ، المطلة على فضاءات النور والعلوم ، تعصف بها رياح التجديد فتزيدُها صلابةً وارتقاءً
هذه الأشجار زرعها والدها شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحادة على جنَبات ذاكرتها ذاتِ إبداع
فتفتح لها درفاتها على الحرية والمسافات البعيدة
على غفلة من الانشغال في البحث والدراسة في أُمور النفط وتوليد الطاقة ، تراها منجرفةً إلى الغوص في بحور الفلسفة والأدب فتصيغ من دررها ديوانين بأقل من عامين ( يوم قررتُ أن أطير ) و ( بوهيمية ) .
هي إمرأة ليس لها عنوان ، قد تُصادفها في قصيدة أمطرتها أسراب ضباب في نيسان
هي الطفلة المشتاقة للضحك والشغب على أحضان الأم لتبوح لها بالحنين إلى الحبيب..هي الحائرة في أمرها مع دنو مواسم الأعياد عن هدية تقدمها لمن أحبته وأحبتِ الترابَ تحت قدميه
إثنا عشر عاماً وهي تطوي الامكنة في قوارير الزمن ..تنتظر قوافل المهاجرين من مدن الضياع .. تلمح وجه أمها مع كل طالع قمر
تقف عند قطار الخيالات تكتب رسائلها مُضمخةً بالحزن والوجع في صندوق بريد الذكريات
يؤلمها احتراق الأرغفة في آتون الحصاد وخيانة الطواحين من الرياح
تُيممُ وجهها ناحية فلسطين تكفكف دموع بيروت وتضمّد جراح حلب وتنده بأعلى الصوت هبّوا يا عرب ..كل البلاد بلادي
راحت تخلع عنها كل انتماء إلى العصر وضوابته المصنعة والمزيفة وقوالبه المكبلة .. ملتحقةً بقوافل الفجر .. هي البوهيمية فلتسقطوا عنها جواز السفر