زينب مروّة
كلّ المعاني من لَدُنّا
قد رمتُ مَعْنًى يُريحُ القصيدَ
فالعينُ تاقَتْ والقلبُ حنَّا
تمايَلَتِ القوافي تأبى الثّباتَ
والرويُّ حدَجَني
كأنّي عابثةٌ.. إذ ظنَّا
سألتُ الحرفَ: لمَ التجافي؟
قال: نحنُ طوعُ القلبِ المُعَنّى!
كم ضِحكَةٍ حزّ وريدَها اللّظى
ومحزونٍ عفيفٍ، بالحبور قد تكنّى
يمَّمْتُ صوبَ نخلةٍ في أرضِ كَرْبٍ
لها جِذعٌ غليظٌ بالدّمِ قد تَحنّى
منه غُصنٌ رأى سبايا حانِياتٍ
فانحنى تيمُّنًا .. طقطقَ وأنَّا
وقارورةٍ.. قد أُطبقَتْ أضلاعُها
جفّ إزاءَها الفراتُ.. وضنَّا
حسَرتُ خيالي، سلكتُه طريقًا آخرَ
فالتوى الطريقُ والخيالُ ثنَّى
تمسّكَ بِوَتَدٍ تهاوى على جبهةِ الرّملِ
ما همَّ الرملُ إذ أينعَ عِزًّا.. تغنًّى
قالتْ حبّاتُه وقد اصطبغت
بالأُرجوان: لا تضلَّ الطريقَ
فالمعاني كلُّ المعاني من لدُنّا