إخلاص فرنسيس
سألتُ البحرَ عنكَ
فابتسمَ، ومضى يغزلُ الموجَ
ويلملمُ الرّملَ
يركضُ خلفَ النّوارسِ
العينُ امتلأتْ من ملحِ البحرِ
الليلُ مشغولٌ
يوزّعُ أدوارَ الغزلِ بينَ النجومِ والقمرِ
نواجهُ الفراقَ ملفّعينَ بالشّوقِ
أيُّ وداعٍ لا يؤلمُ
وأيُّ زمنٍ كفيلٌ
أن يفصلَ بينَ جنوني وجنونِكَ
كنتُ أفكّرُ باللقاءِ على مسارحِ الفضولِ
ولكنْ مضيتَ بلا مبالاةٍ
كالفقاعاتِ، سافرتَ سرّاً
حلمٌ تخثّر على أبوابِهِ أشلاءُ الذّكرياتِ
أسرابٌ من الآمالِ تفرُّ
تلقي عليّ آخرَ سهمٍ
تحوّلني نسائمَ عشقٍ
تصالحُ فيّ العصافيرَ والشّجرَ
أمضي إليكَ تعيدُ تشكيلَ مواسمِ الحنينِ فيّ
ترفعُ ستائرَ الصمتِ، يضحكُ الغمامُ
في بدءِ الخريفِ يجمعُنا مسكُ الختامِ
كم تحسنُ الوعدَ والابتسامَ
بصرامةِ الريحِ
وعزمِ الغيمِ المجدولِ بالغضبِ
كم تجيدُ الطيرانَ
والأغاني
حين يهجرُها المطرُ