هل تعاني من حالة مزاجية متقلّبة؟ هل تشعر أن ما تأكله يؤثر على صحتك النفسية؟ هل تشعر بسوء مزاجك؟ قد لا تفكر بهذه الطريقة كثيراً أو تطرح على نفسك كل هذه الأسئلة، لكن عليك الحذر، لأن النظام الغذائي يلعب دوراً أساسية في #الحالة المزاجية، كيف؟
يصف خبراء التغذية “الأمعاء على أنها الدماغ الثاني”، وانطلاقاً من ذلك يحرصون دائماً للتركيز على أهمية اعتماد نظام غذائي صحي ومتكامل والابتعاد عن العادات الغذائية المؤذية.
وعليه يجب أن نعرف أن التغيّرات الغذائية يمكن أن تُحدث تغيّرات في الدماغ من الناحية الكيميائية والفسيولوجية، وبالتالي يؤثر اختيار الأطعمة في الحالة المزاجية سواء الراحة والفرح أو الاكتئاب والقلق.
فما هي الأطعمة التي تساعد على تحسين الحالة المزاجية؟
تشرح اختصاصية التغذية رولا سرّوع السبب وراء تأثير النظام الغذائي على الحالة المزاجية وتقول: “أدمغتنا تحتاج إلى المغذّيات لتعمل بشكل جيد وتقوم بوظائفها. وبالتالي يؤثر الطعام الذي نتناوله على العوامل الأخرى مثل الحالة المزاجية والإدراك”.
كما أظهرت بعض الدراسات الألمانية أن النفسية لا تؤثر على الأكل فقط وإنما على تذوّق الأكل.
وفي التفاصيل، أشارت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة وارزبورغ الألمانية إلى أنه عند الشعور بالسعادة أو بالحزن تنخفض القدرة على تذوق الدهون في الأطعمة، وتزيد القدرة على تذوق الطعام المر والحلو.
ما العلاقة بين الأكل والحالة المزاجية؟
تؤكد سرّوع أن بعض الأطعمة تساعد في تحسين الحالة المزاجية مثل:
– تناول الشوكولاته الداكنة الذي يساعد في تحسين المزاج والذاكرة ويزيد من نسبة هورمون السعادة السيروتونين.
– الفيتامين “ب” يلعب دوراً كبيراً في إنتاج المواد الكيميائية للسعادة في الدماغ، ويمكن العثور عليها في الخضروات والفاصوليا والموز والبنجر.
– مكملات الفيتامين B12 تساعد في معالجة مشاكل الخمول وضعف الذاكرة، كما تساعد في معالجة الاكتئاب.
في المقابل، يؤدي نقص الفيتامين “ب” إلى ظهور حالة مزاجية منخفضة والتي قد تؤدي إلى مشكلات في الصحة العقلية.
وتستشهد سرّوع بنتائج الدراسة وما خلصت إليه الباحثة سوزان ديكنسون بأن زيادة كمية السكر المتكرر في النظام الغذائي يؤدي الى مشاكل في الاضطرابات العقلية.
– مضادات الأكسدة: تعزز السعادة في الدماغ مثل الدوبامين والسيروتونين.
– الأوميغا 3: تشارك في عملية تحويل الغذاء إلى طاقة، وهي مهمة جداً لصحة العقل ولها علاقة مميزة مع الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين، كما تساعد على محاربة الاكتئاب.
نجد الأوميغا 3 موجودة في الأسماك الزيتية والمكسرات والبذور والخضروات الورقية والبيض ولحوم الماشية التي تتغذى على العشب.
– البروبيوتيك: تعمل على خفض حالات الاكتئاب والإجهاد ورفع مستوى المشاعر السعيدة.
– فيتامين د: يزيد من مستويات السيروتونين في الدماغ، وهذا يعني تحسن الحالة المزاجية.
وتشير سرّوع إلى أن نقص المغذيات الدقيقة، كالمعادن و#الفيتامينات يسبب الاكتئاب، لذلك يمكن الاعتماد على العديد من المأكولات الصحية، بما فيها المأكولات البحرية والخضروات والفواكه للحد من الحالة المزاجية السيئة، نظراً لغناها بالعناصر الغذائية المفيدة مقابل الابتعاد عن الأطعمة المصنّعة والجاهزة.
لذلك تعتبر التغذية السليمة والمتوازنة جزءاً مهماً في دعم الصحة العقلية والوقاية من الاضطرابات النفسية.