أنتَ القصيدةُ وأنا الصدى
في عالمٍ لا يعرفُ الرتابة
فكيف لثالث أن يتسلل بيننا؟
كيف له أن يجد مكاناً
في حيزٍ أنتَ فيهِ الكلمةُ والمعنى؟
أنتَ القصيدة وأنا النغم
في لحنٍ يسكنُ الأفاقَ
أسطّرُكَ و الأشواق في صفحات الفضاء
فمن يقوى على الدخول
حيثُ اللغةُ تتوجُكَ إمبراطورًا؟
أنتَ القصيدةُ وأنا الحبرُ
يسيلُ على جلد الزمان
يخطُ الأبديةَ بين يديكَ
فلا مجالَ لثالثٍ أن يختط
سطرًا في ملحمةٍ أنتَ فيها البطل
أنتَ القصيدةُ وأنا الصّمتُ
الذي يتعظمُ في حضرةِ الجمال
صمتٌ يصغي لنبراتِ أصابعكَ
يتلوكَ شعراً، يناجيكَ حلماً
فكيف يعبُرُ ثالثٌ هذا الصمت العارم؟
أنتَ القصيدةُ وأنا الوقتُ
الذي يهربُ من تحتِ أقبيةِ المساء
ليستمع لكَ
يتنفسُ من رئة الإلهام
فلا تجري اللحظاتُ إلا بك
أنتَ القصيدةُ وأنا الذكرى
التي تلونُ الأمسَ والغد
حين تتوغلُ في الذاكرة
تتركُ بصمتها على جدُرِ العدم
فمن ذا الذي يجرؤ على الثبات بين تلك البصمات؟
أنتَ القصيدة وأنا الإيمان
بأن الجمال يخلدُ بين الأسطر
وأن الأحرفَ تصيرُ أنجماً
عندما تنسجُ من ضيائها قصيدة
فلا يكونُ هنالك ثالثٌ،
هي انعكاسٌ لحقيقةِ وجودنا
أنتَ القصيدة
وأنا لا شيء إلا مرآةٌ
تعكسُ جمالَ ما خطت يد الزمن
أجعلُ الثالثَ غيابًا
والحقيقةَ قصيدةً بين يديكَ.
29/32024