لماذا وصلْتَ متأخِّرًا
هذي العقود؟
لماذا اخترتَ أن تكونَ ذاكَ النَّجمَ البعيد؟
حملْتَ في يديك كلَّ الموانع
سكبْتَ في يديك كلَّ العطور
وأقدسَ النُّذور
فكيفَ أقاوم؟
وكيف أناضل؟
وكيف أتمسّكُ بتاريخي؟
حربي مريرة
لهيبُ شمسِكَ يعدني بالاحتراق
يحملُ الضَّوءَ
يحملُ النَّار
هي حكايةُ القناديلِ والفراشات
سأرتمي في أحضانِ ضوئِكَ
وأُحرقُ أجنحتي
وأنطفئ على بلَّورِكَ
فلِمَ كانَ حبُّكَ مِجمرةَ بخّور؟
ولِمَ على البخُّورِ أن يحترقَ ليُحرِّرَ شذاه؟
أتعلم يجذبني هذا العطرُ
منذُ آلافِ السِّنين
مُذ خطرْتُ حرفًا على فكرِ الوجود
مُذ تكوَّنْتُ شغفَ قلبين
مُذ حملْتُ في داخلي قلبًا ورئتين
عزفْتُكَ لحنًا خالدًا
ورسمْتُكَ حلمًا مستحيلًا
توقَّفْ عنِ التَّدفُّقِ في شراييني
والرَّقصِ على أوتارِ روحي
كمْ تأسرني أغصانُكَ
فأحلمُ
أنا العصفورةُ الصَّغيرةُ المسافرة
أن أرتاحَ قليلًا في عبِّها
قبلَ أن تغدرَ بي المسافات
لكنَّها بعيدة
بعيدة
وأنا عصفورة السَّفر
أدركني التَّعب
هزمتني الرِّياح
ونثرَتْ رياشي في أحضانِ المحابر