بلادٌ مالحة تُطعم أبناءها للتيه.. للرماد.. لزبد الوقت
لم يتبق في الوقت وقتٌ لترتّب الحياة مواسم جمالها
تنتشل أحياءها من مطر الاشتهاء ونار الكبت
أحياءٌ يضجّون في الدنيا ويُشعلونها فوضى
.. ولكنهم أحياءٌ على قيد الموت
يا الله.. وأنا الظالم المنسي، كما يونس، في بطن الحوت
وهبتني شمسا أشرقت في داخلي فأيقظتني من الموت
.. ثم آوت إلى الغياب، كأنما اشتهت أن تجدّد موتي
فأيّ التسابيح تليق بجلالك يا الله..
لتعودني شمسي.. ويكون في الغد غدٌ لا يضيق بهمسي وصوتي
كلما حنّت الروح إليها.. أنا الصوفيّ أُعرج إلى سماوات الوجد..
وأنا الصعلوك.. أشرقي يا شمسي وأُشعلي جسدي كتمثال ليست تعييه أزاميل النّحت
آمنت بك نورا يجدّدني.. وكافرٌ إذا لم أتوضأ بنورك
كافرٌ إذا لم يصلى جسدي نارك.. يتوحّد بك حدّ الموت..
وهل في الحياة أجمل من احتراق بالشمس.. حدّ الموت؟
محمد ياسين رحمة/ الجزائر