د. يسرى البيطار
يقال إنّ مارلين مونرو كانت تحبّ ألبرت أينشتاين؛ فلمّا التقَيا على مائدةِ عشاءٍ طلبَت منه أن يتزوّجَها، معلِّلةً ذلك بأنها ستنجب له طفلًا خارقَ الجمال مثلَها، وخارقَ الذكاء مثلَه. فأجاب أينشتاين: “هل تظنّين أنّ هذه صفقة جيّدة؟ ماذا لو كان طفلًا بجَمالي و ذكائِك؟!”
هذه الرواية، على اختصارها، تستحضر جانبًا هائلًا من العلاقة بين الرجل والمرأة في هذا العالم
فمارلين مونرو ليست مجرد امرأةٍ جميلة، لكنها صورةٌ للإنسان المناضل في سبيل أحلامِه رغم آلامِه؛ هي التي خرجت من دار الأيتام، لتصلَ إلى طموحاتِها؛ فموتِها
موقف العاشقة في تلك اللحظة يدلّ على صفاتٍ خارقة، حيث تَظهر الثقة أوّلًا: ثقةٌ أنثويّةٌ مدجَّجةٌ بعِشق آلاف الرجال السائرين خلفها، وهي تنظر إلى مَن هو أمامَها، كشَغَفٍ حمَلَه ذكاؤه إلى شهرةٍ عالميّة، وإلى جائزة نوبل في الفيزياء. ثقةٌ بلغَت درجة القبول بالمخاطرة، والقبول بمواجهة الرفض
موقفٌ يدلّ أيضًا على شخصيّةِ هذه المرأة المغامِرة حدَّ الاستهتار، والمقامِرة باسمِها وشهرتِها في محاولةٍ لانتزاع ما تريده، لأنها تريده بكلِّها، وبلا تحفّظ
نعم. إنه الحب، حين يختطف المرأة الواثقة بأنّ أنوثتها تزيح الجبال
لكنّ أينشتاين، وبالغرور الذكوريّ المعهود حتى اللؤم، ظنّ أنه يلقنها درسًا في تفوّق المضمون على الشكل. وكأنّ هذا اختراعٌ لا تعرفه هي أو سواها! وكذلك أراد أن يستعرض سرعة بديهتِه، وأنه يعرف كيف يصوغ الجواب اللئيم؛ وأنه أيضًا رقمٌ صعب، لا ينهار أمام الحسن كما يسقط الآخرون
موقفٌ مِن شأنِه أن يخلط الأوراق، في العلاقة التاريخيّة بين الأنوثةِ الباذخةِ العِشق، وبين الذكوريّة المعقّدة، والواهمة أنها في الطليعة
يدلّنا موقف أينشتاين على عقدةٍ صعبة تصيب الرجال في نظرتِهم إلى الأنوثة الطاغية على أنها “مشبوهة”، وأنها نقطة إشكاليّة تثير التساؤل والتردد والشكّ
فإذا اقترنَ الرجل بفتاةٍ غيرِ مثيرةٍ، يعتبر أنه يُحِبّ
أما إذا ارتبط بامرأةٍ مثيرة فيعتقد أنه توَرَّط، وأنّ عليه أن ينقذ نفسه ويهرب من “الورطة”، باختيارِ قبيحةٍ، وسخيفةٍ، وباهِتة
هل تتزعزع ثقةُ الرجل بنفسِه أمام الجمال الأنثويّ، فتتحوّل إلى شكٍّ في المرأة العاشقة، وفي مصداقيّتِها؟
لقد خسِر أينشتاين أجملَ نساء العالم، وأكثرَهنّ عِشقًا وتواضعًا، وأصدقَهنّ
وبعد ذلك كَشفَت اختباراتُ الذكاء أنّ مارلين مونرو تتمتع بمعدل ذكاء ١٦٣، وهو من الأعلى عالميًّا؛ وقد يتفوق على أينشتاين نفسِه
هكذا يتحول الرجل إلى غبيّ عندما تعشقُه الأنثى الساحرة، حتى لو كان أينشتاين
خسِر أينشتاين أجملَ نساء العالم، وأكثرَهنّ عِشقًا وتواضعًا، وأصدقَهنّ
غرفة 19
- إنسـان فيتـروفيـوس- للفنان الإيطالي ليــونــاردو دافـنـشـي، 1487
- الحياة والمحبة والتعلم: ثلاثية متكاملة
- صرخةُ قلمٍ باحث عن كلماته الضّائعة
- “ظلالٌ مُضاعفةٌ بالعناقات” لنمر سعدي: تمجيدُ الحبِّ واستعاداتُ المُدن
- الشاعر اللبناني شربل داغر يتوج بجائزة أبو القاسم الشابي عن ديوانه “يغتسل النثر في نهره”
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم