ماكيت نيويورك
في الوثائقي لنفترض أنها مدينة !
قبل عام تابعت حلقتين على نتفليكس من هذا الوثائقي النخبوي ، والذي لن يلفت انتباه إلا المهتمين بالطبع
شخصيا كنت لم أسمع عن الكاتبة الامريكية الساخرة فران ليبويتز، هي بطلة هذا العمل الجميل بإدارة المخرج مارتن سكوريزي .
ماالذي يجذب الانتباه هنا ؟
كل شيء بالنسبة لي حتى التفاصيل الصغيرة ، العمل يقدم الكاتبة المثيرة للجدل لوبييز لتحكي عن مدينة نيويرك كما عرفتها في طفولتها بالمناسبة لوبيز تجاوزت السبعين عاما، ثم تستعرض بانتقاد وسخرية كل مايجري في الوقت الحالي ،
تصوير العمل مبدع نرى لوبييز والمخرج في قاعة تحتوي على ماكيت لمدينة نيويورك مصنوع الذي صممه روبرت موزيس عام 1964، تحاول المشي على اطراف اصابعها متنقلة بين الاحياء ، تتكرر اللقطة على مدار الحلقات كلها ، كما يكرر المخرج لقطات اخرى في تنويعات بصرية مختلفة ، اثناء حضورها الى موقع التصوير في قاعة للبالياردو تابع للمسرح ، نراها تتمشى في الشوارع المضاءة ليلا ، تلتفت مراقبة المارة ومتوقفة عند الاشارات الضوئية ، عندما تبدأ جلسة التصوير تبدو الصالة معتمة توحي بانها جلسة اصدقاء في حانة
من الناحية البصرية هناك كثير من الفقرات المقتبسة عن لقاء ات سابقة للكاتبة اومقاطع من افلام بعضها كوميدي يناسب اسلوب لوبييز التهكمي
تخبرنا كيف عملت سائة اجرة في السابق وماذا حدث معها ، ثم تنتقل الى تجارب عائلية ، لكن الاهم كلامها عن الحياة الثقافية .
هل أحببتها ؟
جدا ! فجأة اكتشفت ان هناك صدى لكثير من افكارى لدى شخصية تفصلني عنها محيطات بلدان ، لكن اتشارك معها رؤيتها لبعض المدن بالذات عندما حدثت عن ناطحات السحابواصالتها في نيويورك ، تذكرت على الفور اول انطباع لي حينما كنت اتمشى في مانهاتن ، والانطباع الذي خلفته تلك الابنية المرتفعة والمتفردة في نقوشها المعمارية ، ومن طبعي لاأميل إلى المباني العالية وناطحات السحاب ،لكن هناك كان لها حضور مختلف .
تحدثت عن الاجب والفن والموسيقى ، وهنا قمت بتصوير ذلك الجزء بهاتفي ودون اهتمام لجودة الصورة ، انما لاني انبهرت بان كثيرمن الاسئلة والحوارات التي تخطر لنا او نجريها مع الاصدقاء ، تبدو مألوفة وطرحت على ضفاف اخرى مع اشخاص اخرين ، من ادباء كتاب ونقاد وفنانين .
تحدثت عن موسيقى الجاز وكانت من بين احب الفقرات لي ،وانتهت هنا .
ثم قبل ايام اكتشفت ان نتفليكس اضافت حلقات جديدة ، لتسكتمل لوبييز تتاريخ مدينة نيويورك بعيون كاتبة ساخرة ، عاشت فيها واحبتها كما كانت واليوم مصدومة بما اصبحت عليه .
هذه الحلقات لايمكن تفويت دقيقة منها ، كل مافيها ملهم ويغني ويضيف اليك المزيد من المعرفة الممتزجة بالفن .
واخيرا ، كان لابد من سؤال : لماذا لانجيد تقديم علاقة المدن بعيون الكتاب ؟