ما بعدَ الغرقْ ؛
نبيلة الوزاني
ما بعدَ الغرقْ ؛
دائماً ما كانت السّماءُ
كبيرةً في قلبي
رأيتُكَ جَدْولاً قيدَ العطشْ
عرَّفتُكَ على النّهرِ
تطلّعتَ إلى البَحرْ
ولأنّي عِشتُ فَوْضاكَ
طَرحتُ يَدِي في فَراغِكْ
طَوِّلْ خطواتِكَ ما شئتْ ؛ قَصيراً ستظلّْ ؛
مُصرّةً كنتُ على ارتداءِ اللِّياقةِ
حين حمَلتُ السَّيرَ لوَحدِي
في طريقٍ أَطوَلَ منكْ
~
ما أقلَّ غَزارتَكْ
كم أعاقَني الضّجيجُ
عن المَجيءْ
كم سقطَ منّي الهواءُ
وأنا أَتلفّتْ
حينَما وَجدْتكَ
سَرقتْكَ النّافذَة ؛
ما أقسى
أن يَكُونَ البابُ
عدوَّ المِفتاحْ
كلّما اقتربَ منهُ
أَدارَ له ظَهرَهَْ
أَ قطعةُ ليلٍ هذه
أمْ وجهُكَ السَّحيقْ؟
~
كلُّ ما في الأمْر
أنّ قُبّعةَ المُراوَغةِ
ما عادتْ بِحجمِ لِسانِكْ
الحُبُّ ليس أن نكتبَه كلماتٍ ناعمَة ؛
هو اجتيازُ الصّدى باتّجاهِ الصّوتْ ؛
الحُبُّ ألأّ نَنسى
أغنيةً رافقتْنا ذاتَ بهجة
مِنديلاً تقاسمْناهُ حينَ دمعة
مِعطفاً سكب الدّفءَ في كِليْنا
بِنفس البَردْ ؛
الحُبُّ أن نُورقَ كَبُستانِ لا ينامْ
عنيدَةً كنتُ
وَقتَ قرأتُكَ قصيدةً
أَوْسعَ مِنكَ
~
يا أنا الشّاعرَة
كاليقينِ كنتِ ناصعةً
لكن توارى عنكِ المَرفأُ
الذي لمَع بِكاملِ ضَوئِهْ
لمْ يكنْ سِوى
قاربٍ عابرْ
نورسٍ خائفْ
وفي أحسنِ الأحوالِ
شِراعٍِ مَثقوبٍ
يَكفي
لِرَمْيِ المِلحِ في عَينيكِ
~
يا أنا القارئِة
سمكةٌ أنتِ تسبحُ بأنفٍ يَقِظْ
القاربُ وِجهةٌ
يجرُّها المَجهولْ
النّورسُ راهبٌ
في مِحرابِ التّايتانيكْ
الشِّراعُ شَبكةٌ وصنّارة
بِإمكانِ الوَهمِ اصطيادُكِ
طالَما البحرُ
يعيشُ في سَجيّته
~
يا أنا السّابِحة
الشبكةُ تَّغوصُ في جَيبكِ
الغَرقُ في الماءِ
لَمْسٌ لِسرِّ العتمَة
هنا فقط
يَصيرُ للشّهيقِ دَلالَة
كُوني أَسرعَ
مِنَ الصّيّادِ ،مِنَ الخَيطِ ، منَ المَوجْ ؛
انْسحبِي
مِن شِباكِ الغِواية
العِناقُ
لا يَقبلُ القِسمَةَ
على ثلاثَة
،،،
نبيلة الوزّاني ( المغرب)
04 / 05 / 2022