أنتظرُ هبوبَ الثلجِ
يعجبُني بياضُهُ
يغلّفُ العوسجَ والبنفسجَ
تعبتِ الأرضُ
فراقٌ يتلوهُ فراقٌ
اضمحلَّ الأملُ في تلظّي الغيابِ
عطشٌ يغزو الشفاهَ
وفؤادٌ أتعبَهُ المللُ
أسرابُ الغيمِ تسابقُ الفصولَ
نهرٌ من الألوانِ
يطوي اليبابَ
في ظلِّ السنديانِ
ثملٌ يجرجرُ النسيمَ
في ممرّاتِ الذاكرةِ
ضاقتِ القرى
اشتاقَتْ إلى وقعِ العشبِ
ضاقَ الهواءُ من عبثيّةِ غيابِهمْ
أنينُ الحناجرِ
وعتمةُ الأزقّةِ
جرّدَتِ العيونَ من الكرى
أحلامي تتنزّهُ أمامي
خبرٌ عاجلٌ
ترجّلتِ الأماني
عن أغصانِ الزيتونِ
أشباحٌ تنامُ في ذاكرةِ الليلِ
ومرايا تشتاقُ إلى وجهي
هبْني حضورَكَ
ارسمْهُ على دفتري
وازرعْ ضحكتَكَ في عينيَّ
أخفيكَ عن قدري
أتوِّجُكَ وشمًا في دمي
في تنهّدِ البحرِ
يُجنُّ
فتفيضُ في موسيقا دمعي
يضمُّني جرحُكَ، يتّسعُ
تضمُّني أنتَ
تفتحُ قميصَ الشجنِ
تلتفُّ حولي
تملأُ كأسي بالصلاةِ
ألا عذرْتَ ضعفي
ومزاجيّةَ عشقي
عشقي الذي لا ينامُ