رئيس التحرير: إخلاص فرنسيس 
الملتقى
د. إيراهيم السعافين
مزاميرُ الشِّتاءْ
لا تَلُمْني
رقص الوَجْدُ بكفيَّ
وماج الشّوقُ في العينينِ
وانداحتْ حكاياتُ الزّمانْ
ورأيتُ اليومَ في حبر صديقي
حين لمْلَمَنا ” حياةً فوق ألبوم
الصّورْ”🌸
ونزتْ من كوّةِ الأمسِ ترانيمُ
كمانْ
قلتُها في ضجّةِ الكونِ: سنمضي
قال: لا شيءَ يُضيءُ الدَّربَ إلّا صرخةُ
الأخيارِ في كلّ مكانْ
ومضيْنا
وتناثرنا على الدّرْبِ شظايا
تشربُ الأرضُ نجيعَ الكبرياءْ
ونغنّي لترابٍ جفّ في ليلِ الشّياطينِ
وضجّتْ في القرى الشّكوى
وراحتْ زفّةُ الألحانِ تجتاحُ أغاني الصّمْتِ
تشتدُّ وتندى
وترشّ النّورَ في معراجِها الكونيِّ
تنداحُ، وترتاحُ
ويرقى موكبُ السّقيا إلى سقفِ
السّماءْ
نثرتْ أيّامُنا الأحلام في ليل المواويلِ
وسرنا في دروبٍ عمّدتْها لغة الشّمسِ
فما فكّتْ عرى العِقدِ وما تاه
الرّهانْ
وطويْنا صفحةً بيضاءَ، أَوْ صفراءَ
من عهدِ الأمانْ
وحفظنا ذكرياتٍ، كرحيقِ اللؤلؤ المكنونِ
ذكرى الأصدقاءْ
ذهبوا، لم يذهب الحلمُ وإنْ غابوا شظايا
وعلى آثارهم تخطو الحكاياتُ طويلاً
وعلى أعقابهمْ يمشي الرّجاءْ
ذهبوا، لم يذهب الإصرارُ، فالأيّام حُبلى
بنبوءات الفضاء
تظلم الدّنيا ويغشى الكونَ ما يغشى
ولكن ينهض الرّائد من بين شقوق القهر
يرتادُ مدار الرّيحِ في فجر المسافاتِ خفيفًا
والذّئابُ الرُّبدُ تعْوي
والحقولُ الصّفرُ في حُمّى ارتباكِ الرّعشةِ الهوجاء
تصغي لمزاميرِ الشتاءْ
🌸من سطر شعري لصديقي الراحل حسن كسواني
” وغدًا ألملمكم حياةً فوق ألبوم الصّور”
