كنتُ هنا كاملَ الأعضاء والعواطف..
لكنِّي بقدرة سحرية
ورثتُها عن جدَّة تسكن شفرة جيناتي
أغْرقْتُ يدي في صدري
حتى اقتلعتُ قلبي الطيب
أخرجتُه بعنفٍ
رششْتُه بتوابل دعائي المجروح
وأطعمته للكلاب البشرية الجائعة..
ولأني لا أموتُ فعلا
_بل أتحوَّل داخل فرن لافوازييه_
ماتتْ أنهارُ حناني
انتحرتْ ظلال شجرة الروح
وأقسمَتْ ألا تظلَّ أحدا
ما بقي هو عقل جبَّارٌ
وهذا الجسد الذي عجنتْهُ إفريقيا من حديدٍ
وعطَّرتْه بدم ملوك الجانِّ النبلاء
وخواتمهم على الجلدِ
وتحتَ جلدة النيَّة؛
أولئك الذين كانوا رفقتَه حين كسره الأحباب
ثم أنضجَتْهُ على نار من صرخات بني مازيغ
يهجمون على إمبارطوريات الغطرسة
ويمنحون دمَهم قربانا للبطولات
ولحظةَ موتهم إلى كاهنات معبد العشق
وقداسةِ ماء العشرة النقي
لم أعد أتواجد هنا إلا ناقصا
الموجود على عرش مملكة طينتي هو القرف
وأوجاعي ذات الغضبة المتوحشة
ووابلٌ من أمواج الخيبة السمراء تثقل هذا الصحراوي
الذي ركب ظهرَ جبل تامدَّة الجليل
مُفجِّرا صرخةً سمعتْها جميع الصخور
والحيوانات البريئة
ثم ارتفعتْ بعد ذاك باتجاه دفء الله
بعيدا عن جراحات صدئة نسيها من كانوا روحي
وكنتُ عكَّازَ أرواحهم..
لا أزال ثملا بنبيذ التخلِّي
مكتفيا بحق رئتيَّ في الهواء
ما تبقى تركتُه لمطاردي الغنائم
والتائقين إلى لذائذ سرير الدنيا الوثير
لا يزال ألمي يقرأ تمائمه ليفتح باب العدم
حتى أسْرَى بي إلى مقام الحمد
صليتُ وخلفي تصطفُّ جميع قصائدي
نشكر الله على إكرامي بفرصة الحياة
_على نسْج الشعر من خيوط العمر أيضا-
وإنصافي بفرصةٍ لامتطاء فرس موتٍ
ملحميٍّ
مخييييييييفْ
لا يقدر على مجالدة كتائبه الشرسة بشري عادي؛
إلا الأشقياء مثلي
حين أحمل رأس أخي الذبيح في يد،
وفي الأخرى رأسَ فرحتي
أنهش كتفَ الخطوات
بعيدا عن ثرثرة البوصلة وشياطين الإنس
لأرتميَ كرصاصة الشهادة في قلبِ ساعتي الأخيرة
مدينة مشرية يوم 18 جوان 2024