
شارك في هذا الملف مجموعة من الكتّاب، وبما في ذلك بحث أعده شات جي بي تي ChatGPT
سوف يتم نشر الملف على عدة مراحل
المقدمة:
بقلم إخلاص فرنسيس
الذكاء الاصطناعي والإبداع – بين الهيمنة والتحرّر
في زمنٍ تُطوى فيه المسافات بكبسة زر، وتُدار فيه العوالم عبر لائحة مفاتيح وشاشات، وفي وقت أصبح حياة الانسان مهددة تحت تأثير الغزو التكنولوجي لا يعود السؤال عن علاقة الإبداع بالتكنولوجيا ترفًا فكريًّا، بل ضرورة وجوديّة تماما كما الانسان.
هل الآلة شريكة في الخلق؟ أم مُهيمنة على الخيال؟
تساؤلات كثيرة حول التغيير الذي طرأ على العالم بشكل عام وباتت التكنولوجيا جزء من كل ما يدور في حياتنا اليومية، هل فتحت أمام الإبداع أبوابًا جديدة، أم أقامَت عليه أسوارًا من التكرار والتسليع؟
نعيش اليوم في مفترقٍ تاريخيّ مرعب حسب تعبير البعض، حيث تتقاطع العبقرية البشرية مع الذكاء الاصطناعي، وتتنازع الذات الكاتبة مع الخوارزميات على ملكية النص والمعنى.
فالإبداعُ، الذي طالما تغذّى من الدهشة، السلاسة، التأمّل، المجابهة، المشاعر، الحسّ الإنساني، والمقاومة، يجد نفسه اليوم مضطرًّا إلى إعادة تعريف حدوده في عالمٍ سريع، متحوّل، ومعقّد.
في هذا الملف، نفتح نوافذ الحوار على مصاريعها، ونتأمل في الغزو الزاحف للذكاء الاصطناعي في لغة الشعر، والرواية، والفن:
هل يتحوّل المبدع إلى مجرّد مستهلك أدوات؟
أم يستطيع أن يُعيد تشكيل الأدوات لتخدم رؤاه وتُجسّد فرادته؟
ما مصير التفرّد الإبداعي في زمن النسخ والتكرار والتوليد الآلي؟
ومتى تكون التكنولوجيا مُحرِّرة للخيال، لا قاتلة له؟
إنّ ملفّ العدد السابع عشر ليس دعوةً إلى التهويل، ولا إلى الانبهار الأعمى، بل إلى التفكّر الهادئ، والإصغاء اليقظ.
إنه بحثٌ صادق عن موقع الإبداع في عصرٍ باتت فيه الآلة تُجيد كتابة البحوث، وتأليف القصائد، ورسم اللوحات، وصناعة الألحان.
فهل تُبرمَجُ الروح؟
وهل ما زال الحرفُ نداءً من القلب… أم أصبح مُخرَجًا رقميًّا باردًا؟