حنان صادح
وفي عتمة الليل وسكونه، أجمع خيباتي، ألملم بقايا روحي المنثورة بين الذرّات. أفتح صدري، تتساقط فوق رأسي حبات مطر ناعمة، تُطهّر روحي قبل أن أغفو وتتعلّق ما بين الأرض والسماء
ربما الليلة يجذب الهواء الريح، وتجذب الريح الروح، فلا تُردّ إليّ إلا حين أُبعث
ربما غد أو بعد غد، أو حتى بعد قرون من المتاهات
ضيفة روحي، سجينة، مأسورة داخل جسدي الفاني، متى تتحرّر يا الهي، تعود إليك. ملّت السكن في أرض الخراب، أرض ما تلبث أن تعمر حتى يدمّرها الفساد. لم يبقَ لي إلا شهقة واحدة قبل الغرق. أَرشدني يا الله إلى الطريق التي أسلكها كي تعبُر إليك مع نسيم لطيف خفيف من دون ذنوب، فأرى الأرض تُلوّح لي، تودّعني وأنا أغيب مع الشفق، تاركة ورائي جسداً لا أدري أي تراب عانق، ونفساً تتذوّق الموت؛ فليكن طيبًا مذاقها،
أعبر إليك بروحي فارحمها