اسماعيل حيدر
مرحبا كرة السلة اللبنانية تبا للسياسة والسياسيين.. نحن الذين نعيش بالعتمة ونبحث عن النور عن الدواء والمقومات المعيشية الأخرى.. نفتش عن لقمة العيش ونقف في صفوف الذل لنحصل على رغيف الخبز.. والسياسيون يعربدون فوق جثثنا
تاتي السلة لتنتشلنا مرة اخرى من وسط التقاتل والزحام وتنعش فينا الحياة وتنفخ فينا الروح فنجد فيها فسحة الأمل والعيش، ونتفوق على الواقع المر الذي ينهش في اجسادنا
يأبى “الرهيب” الا ان يمنحنا في كل مرة القوة فنرفع راسنا على اقواس النصر.. لا عجب ان نتفوق على اصحاب الملايين من الإمكانيات والدولارت الرنانة.. على التقنيات البحتة التي حاولت ان تخطف منا الضحكة والصوت الهادر.. سلة واحدة بثلاث نقاط كانت كافية لتعلن عن عزيمتنا التي لا تموت سلة تساوي العالم بمن فيه وتمسح من عقولنا الكدر والتفكير
هكذا لعبة تكشف نفوس المسؤولين المريضة والضعيفة وتوقهم الزائد للسلطة.. هكذا منتخب يعيد لنا العبرة ويرفع الراس ليكون قدوة ومفخرة
كم كنا بحاجة للاعبين يقدرون مشاعرنا ويشعرون باهاتنا والامنا وجدنا هؤلاء بين الجشع المتفشي الذي يتقاتل على كرسي وزارة او قرار سياسي مبتذل
رأينا كما ان الملعب يستطيع ان يجمع الناس وينسيهم ماسيهم ويلتفون في كل مكان ليكونوا الرقم الأول في معادلة الفرح
خرق منتخب السلة الصمت الدائر على حوافي المنحدرات.. اقتربنا من المونديال بهذا المد المتنوع من المهارة والروعة
جاء امير سعود ليكون ورقة الفريق الرابحة تفوق بفنياته ومهاراته ولم يكن علي حيدر اقل إندفاعا وتضحية اما علي منصور فكان من كوكب اخر
ان تلعب على الفوز امر مهم هي حنكة المدرب القدير جاد الحاج، الكبير بعقله وتفكيره منتخب يقلب الطاولة على خصمه وينجح في ابراز القدرات والطريقة الدفاعية التي لم يستطع اي منتخب في اسيا ان يخرقها وينفذ منها الى مكان اخر
لعبة القط والفأر والسعي الى كشف دفاع الخصم والتمركز عند نقاط الضعف.. لم يتمكن المنتخب الفلبيني بقامات لاعبيه الطويلة ولا بثلاثياته المتكررة ان ينال منا حصدنا النقاط تباعا بالسرعة والبديهة وتبادل المراكز بالطريقة المعهودة
منتخب السلة انتم الوطن والعشق الممنوع لا اعرف لاعبا يمكن ان يحمل الثقة بين يديه ليخطف فوزا كان صعبا. للغاية
وائل عرقجي الممتع والخلوق الصادق الصدوق وعدت واجدت وتفوقت على الكلام السياسي وكشفت ضعف الشلة الحاكمة وعلمت هؤلاء درسا في العطاء والتضحية
كنا نأمل بتضحية سياسي واحد ليعيد للبنان الحياة فلم نجد سوى الكذب والخداع والمواربة بينما وجدنا بمنتخبكم كل الحب والعطف والروعة المتناهية
اعدتم للبنان الوجود وتفوقتم على التصريحات البالية التي لم تترك لنا سوى العار والذل
مهما قلنا من كلمات فستبقى السلة اللبنانية عاصية على العالم.. مهما قلنا فيكم من كلمات فهي على الأقل ليست كالكلمات..
غرفة 19
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم
- الأدب الرقمي: أدب جديد أم أسلوب عرض؟- مستقبل النقد الأدبي الرقمي
- “أيتها المرآة على الحائط، من الأذكى في العالم؟”
- كتاب من اكثر الكتب تأثيراً في الأدب العربي والعالمي تحليل نقدي لكتاب- “النبي” لجبران خليل جبران
- فيروز امرأة كونيّة من لبنان -بقلم : وفيقة فخرالدّين غانم