
أديب كرّيم
ما إن أبسطَ الورقةَ البيضاءَ أمامي، وأحملَ القلمَ بيدي، حتّى يخرجَ حشدٌ من الناسِ من داخلي، منتصبًا بيني وبين الورقة؛ أبي وأمي وشقيقي، وأصدقاء وصديقات طفولتي، وزملائي وزميلاتي، وأساتذتي ومعلّماتي، فضلًا عن ذكرياتي في أفراحي وأتراحي، ووجوه أخرى غائمة الملامح، وأحداث وهواجس مبهمة، وتخيّلات غريبة. وأتساءلُ وأنا في ذروةِ حَيرتي: أين أنا من كلِّ هذا؟ ومن الذي يفكّرُ ويكتبُ: أنا أم هؤلاء؟
وكم من المشاعرِ والعقولِ والأوجاعِ تشاركني، أو بالأحرى تعملُ على إقصاءِ كينونتي؟
وكم من الأيادي تقاسمني هذا القلم، وتستغلُّ حبرَهُ طمعًا في مدحٍ أو ثناءٍ أو رثاء؟

أين أنا وأين حرّيتي المزعومة؟
أنا لا أريدُ أكثرَ من ذاتي، حتّى لو كانت بلا معنى، بلا هُوّية، بلا انتماء
لقد تعبَتْ روحي وهي تدقّقُ في كلّ فكرةٍ تبرقُ في رأسي، وتعبَت وهي تفكّكُ كلَّ عاطفةٍ تزهرُ في داخلي، وتعبَت وهي تحاولُ إبعادَ الأناملِ التي تشاركني الإمساكَ بقلمي، وتعبَت من الدموعِ التي يذرفُها الآخرون من عيني، والضحكاتِ التي يطلقونها من صدري، وتعبَت من بيئةٍ غرست بذورَها في ثنايا كياني وتركتني في مهبّ الريح، ريح الضياع والتيهان
إنّه لشيءٌ مؤلمٌ، يا سيّدتي، أن يظلَّ هذا السؤالُ يلازمني: أين الحقيقةُ وأين الوهمُ في حياتِنا وسط هذا الركام الهائل من الغوامض؟
ماديانا_كآبةٌ_في_عقلي
دار_النهضة_العربيّة
- قلبان شعر: شهاب غانم
- الحاضر، وعتبة الأمس، قراءة في دلالات العنوان لرواية (الوقوف على عتبات الأمس) للأديب المصري أحمد طايل
- حين لا يشبهنا الحاضر… نسافر إلى الأمس !!! انطونيو الهاشم
- غرفة 19 تقدم: دكتور علي دباغ / العراق (التاريخ المعماري لمدينة بغداد)
- هذا “الاصطناعي”:ذكاء أَم ببغاء؟
- “Through His Eyes (My Father’s Song)