في بلادي يُطاردُ العصفورُ
ويظلُّ الصيَّادُ والشُّعرورُ
وتغيضُ الأدواحُ فالأرضُ ظمأى
وتغيضُ الأرواحُ تنمو القبور
ليسَ فيها للوردِ أيُّ جمالٍ
ليسَ فيها للياسمينِ عطورُ
الأغاني حتى الأغاني عجافٌ
ليسَ فيها إلا الفراغُ يدورُ
والحكاياتُ كلُّها قد تلاشَتْ
وحدَهُ الموتُ في الحياةِ يسيرُ
في بلادي الليلُ البهيمُ مقيمٌ
فحرامٌ على رباها النُّورُ
فترى الأغنياءَ سلباً ونهباً
ومن الجوعِ يستغيثُ الفقيرُ
وترى الزاحفينَ صاروا طيوراً
أرأيتم يوماً حماراً يطيرُ
هكذا نحنُ لا مكانَ لشهمٍ
فيسوسُ الأمورَ نذلٌ حقيرُ
هذه الحربُ شوَّهَتْ كلَّ حسنٍ
تحتَ أنقاضِها كواعبُ حورُ
فمتى تولدُ الحياةُ من الموتِ
ويحيا الإنسانُ وهو أميرُ