إحتفظ بأكبر عدد من المنافقين الى جوارك ، بل وشجع المبتدئين منهم على أن يتمرسوا على افعال النفاق والمداهنة ، لأنهم بمثابة جيشك الداخلي الذي يدافع عنك أمام الشعب بإستماتة
سيباهون بحكمتك حتى لو كنت أكبر الحمقى ، ويدافعون عن أصلك الطيب حتى لو كنت من الوضعاء ، ويضعون ألف فلسفة لاقوالك التافهة ، وسيعملون بكل همة على تبرير أحكامك وسياساتك العشوائية ، ويعظمون ملكك ، كلما أمعنت فى الظلم وبالغت فى الجباية
ثم ألقِ لهم بعض الإمتيازات التافهة التى تشعرهم بتفوقهم عن باقي الشعب ولكن حذار ، لا تتخذ منهم خليلاً أو مشيراً ، ولا تأخذ منهم مشورة أبداً ، لأن مشورتهم خادعة ، ومجالستهم ستجذبك فوراً الى الوضاعة وتجلب لك العار
ألقِ لهم الفتات بإحتقار ولا تعلي من قدر أحدهم ، إجعل لهم سقفاً لا يتخطونه ، وكن على يقين انهم سيصبحون أكبر خطر يتهددك ، وسيتحولون فى لحظة الى ألد أعدائك إذا تهاوى ملكك أو ضعف سلطانك
أو ظهر من ينافسك بقوة على العرش
سيبيعونك فى لحظة لمن يدفع أكثر ، ويقدمون فروض الولاء والطاعة لمن يأتي من بعدك بدون لحظة أسف على رحيلك
يجب عليك أيها الأمير أن تتعلم كيف تفرق بين حقراء القوم والمنافقون هم أحقر البشر وقد أوجدتهم الطبيعة لخدمة الملك ، كما أوجدت الكلاب لخدمة الراعي ، وهم موجودون فى كل الممالك والسلاطين وحيثما يوجد الحاكم ، وينامون على رصيف القصر