في هذه السّاعةِ يتفتّحُ الضياءُ
والمدى شلاّلًا يدفّقُ ينابيعَ زُرقةِ السّماءِ
بينما نافذةُ الصّباحِ نابضِةٌ بالحياةِ
تطلُّ على حقولِ وردٍ وبساتينِ محبّةٍ
فيبَسَم الوقتُ وتغنّي العصافيرُ
ما رأيكَ أن تغادرَ معي إلى كذبتِنا الخضراءِ
فننجب غاباتٍ لاتموتُ
معًا كضفّتي نهرٍ ندْحرُ عوالقَ المساءِ
نكتبُ على هامةِ الصّبحِ أناشيدَ الرّوحِ
نرتجلُ برهانَ الرُّطَبِ حينما يتحقّقُ حلمُهُ ويصير نخلةً
ولا نكتفي بالوقوفِ
فنضجّ ثرثرةً وإلحاحًا..
نطرحُ الأسئلةَ
أسئلةً كثيرةً
يخافُ الصّمتُ العظيمُ من طوفانِ الإجابات
كلّما تدّفقت تغاريدها
انهضْ معي .. الآن
رائعٌ جدًّا أن تلتقي أرواحُنا في ميادينِ الحياةِ
لستُ أبديّةً
مثلكَ أنا
تُفضي هُمومي إلى كلماتٍ غائمةٍ
من تقويمها يُمحى الحزنُ كلّ شتاءٍ
فتتلوّنُ عناقيدُ القصائدِ ويولَدُ الغدُ على مقاسِنا
هو الأملُ يفيقُ كلّ صباحٍ
يجرّ كوارثَ الأمسِ ويقنعُكَ أن تنقلبَ على الأحلامِ
يفتحُ قلبَكَ نحو المسافاتِ
يفتّشُ لكَ عن أسبابٍ تجعلكَ تحبُّ الحياةَ
ومامن شيءٍ آخرَ قديمٍ تحتَ الشّمسِ
كلُّ شيء يتجدّدُ
كلَّ صباحٍ
وراءَ البحارِ الفضيّةِ يشرقُ السّلامُ
حينما ينزعُ أيدينا من ذنبِ أنشودةٍ مبللّةٍ
وينغمس بجناحيهِ في مشاعرنا
فيفتح أشرعةَ رحيلِها
ويوزّع سكاكرَها على أطفالِ العالمِ
هو الأملُ نحدّثهُ عن الأمنياتِ
فيبادلنُا الحديثَ عن الشّمسِ والقمرِ والنّجوم
في مدنٍ لا يطولُ ليلُها
ورودُها طازجةٌ
وفي جيب سنابلِها يفرّخُ الحمامُ
يحلّقُ بنا الأمل
كالفرحِ الملوّن
فيغيبَ الأبيضُ والأسودُ من ذاكرةٍ عمشاءَ
عيناكَ كالأملِ
نهرٌ هادئٌ
وجسورُ اللّغةِ بيننا لاتحتملُ الوِصايةَ
فلنغنِّ للمواسمِ في خمائلِ المعنى
على الضفافِ البلّوريةِ
ليس على أحدهم أن يفهمَ الشّعرَ
قبل بناء الفكرة
لتسيل نغماتهُ من عينِ السّماءِ
على أوّلِ سطورِ الماءِ
ونقطف الفراديسَ
أليست هي وعدٌ صادقٌ بالأملِ
في عينيكَ تراتيلَ الرّبيع
وإن تَهاوى الرّفُ في ليلِ النّشيد
غدًا يشرقُ أملٌ جديد.