الأديب رمزي سلوان
كنت عم زور متحف بيروت بالليل.. ومرقت قدّام ناووس أحيرام.. وقفت شوي.. وصرت إتفرّج عل الكتابات المنقوشة عل صخر بالأحرف الفينيقية.. جرّبت اتحزّر شو مكتوب.. وسمعت صوت طالع من قلب الناووس.. قرّبت أكتر.. وسمعت حدن جوّا عم يقول: “مين في هَوْن؟ .. فتحو الغطا شوَي.. بدّي إحكيكون كلمتين”
بلا ما فكّر.. فتحت غطا الناووس بسرعة.. وشفت الملك أحيرام نايم جوّا.. وقلتلّو : “خَيْر؟ .. شو فيه؟.. شو يلّي قَوَّمك بعد 3000 سنة ؟”
اطلّع فيّي أحيرام من جوّا وسألني
“بعدها فينيقيا أعظم مملكة بالمنطقة ؟.. بعدها الحضارة الفينيقية عم تلمع ؟.. بعدنا نحن الفينيقيين متفوّقين ع غيرنا من الشعوب الحوالينا بالفلك والتجارة والملاحة و الصباغة ؟.. بعدنا عم نورّد علم وأبجدية للعالم ؟.. بعدنا عم نورّد خشب الارز لنبني قصور الملوك ؟.. بعدنا عم نصنع السفن ؟… بعدنا عم نبيع الموركس لمدن البحر المتوسط طمّني ؟ .. بعدها فينيقيا متل ما تركتها ؟
صرت إعرق.. ما عرفت شو بدّي جاوبو .. شو بدّي قلّو؟
بقلّو إنّو ما بقى عنا الاّ كم أرزة بيتفرّجو عليها السواح بهونيك ضيعتين؟
بقلّو إنو بطلّنا متفوّقين على حدن الاّ ع بعضنا؟
بقلّو انو آخر سفينة صنعناها هي من إيام الفينينقية ؟
بقلّو انو بعد الموركس مع عدنا اكتشفنا شي الاّ كيف ندمّر بلدنا بسرعة رهيبة ؟
بقلّو انو بلاد الابجدية يلّي نشرت الحرف، اليوم ولادها مش قادرين يفوتو عل مدارس ولا يشترو كتب؟
بقلّو أنو انمحت الحضارة الفينيقية وانو ما عرفنا نكفّي شي من بعدن ؟
فكّرت… وقلتلّو للملك أحيرام: “يا مَلِكْنا.. رجَع نام أحسنلك.. إذا عرفت شو صار بفينيقيا بعد ما فلّيت… بتموت مرّة تانية”
وسكّرت غطا الناووس.. وكمّلت برمتي بين الاطلال.. بين بقايا حضارة قديمة كنّا رافعين راسنا فيها بين كل
الحضارات
عن صفحة الحرمة الفينيقية