حين عثرتُ على بلدي آخر مرةْ ،
وأنا مُخَضَّبٌ بتربتهِ ،
كان ينزفُ حزناً ،
وأسىً ،
ويتباطأُ في السَّيرِ ،
فلم يعتَدْ منذ بدء الخليقةِ ،
على رؤيةِ الغرباءِ بين جهاتهِ الأربعْ،
ألجهات التي تضيئها مسلة حمورابي ،
من مركز الكونِ ،
وقلب العالمِ ..
لم يعتد على رؤية الغرباءِ ،
خلف مقود العربة،
العربةُ التي كان آشور يصطاد فيها الأسودْ ،
وعلَّمَت البشريةَ كيفَ تمشي في الفضاءِ ،
وعلى الأرضِ تبني الحياةْ ..
لم يعتدْ بلدي ،
على الإنتقالِ من مكانهِ ،
كانت الأنهارُ تأتي إليهِ ،
من كل الجهاتْ ،
وتأتي إليهِ الجبالُ ،
كانت الأرضُ ومنْ عليها ،
طوعَ نظرتهِ ،
وتمشي على هدي معارفهِ ،
وسطوةَ علمهِ وأعلامهِ وحكمتهِ ،
لم يكنْ بلدي ،
يمشي إلى أحدِ ،
كانت جبابرةُ الدنيا ،
وطغاتُها ،
حاسرةَ الرأسِ ،
صاغرةً ،
تأتي إليهِ ….
…………………………..