الشاعر جميل داري
وحدها الكلماتْ
ما تبقّى لنا
وحدها الكلماتْ
إنّها الحربُ ما تركتْ غيرَ هذا المواتْ
فأخٌ راحَ يُحصي خسائرهُ
وأخٌ جنَّ حين رأى سقفَ أحلامهِ في شتاتْ
وأخٌ قبلَ ميلادِه ماتَ ..ماتْ
آهِ..ما زالتِ الحربُ تحصدُ حلمي
وما زالتِ الريحُ تجري كما يشتهي هؤلاءُ الطغاةْ
وأهاجرُ منّي إليَّ
أنا وطني
أنا منفايَ
وبينهما حلمٌ يتضوّرُ شوقاً
فيرفو الجهاتْ
بمَ أؤمنُ في زمنٍ كافرٍ
بمَ أفرحُ والحزنُ سدَّ جميعَ الجهاتْ
إنّها الحربُ
لا دميةٌ بقيتْ حيّةً
لا بعيدٌ يعودُ إلى بيتِه
لا ولا قطةٌ بقيتْ ، في الصحونِ لها، فضلاتْ
إنّها الحربُ
ما من دليلٍ يدلُّ علينا سوى الحشراتْ
كيفَ أبني جداراً لأسندَ روحي إليهِ
وما من ترابٍ ولا حجرٍ.. يا إلهْ
ليسَ عندي سوى أملٍ فاغرٍ لرمالِ القصيدةِ فاهْ