الثلاثاء, سبتمبر 16, 2025
  • الرئيسية
  • من نحن؟
  • راسلنا
  • سياسة الخصوصية
  • دخول
  • تسجيل
رئيس التحرير: إخلاص فرنسيس مراسلة...
ISSN 2996-7708
تبرّع وادعم
  • الرئيسية
  • مجلة غرفة 19
  • ندوات
  • قراءات أدبية
  • الملتقى
  • أدب
    • قصة قصيرة
    • ق.ق.ج
    • رواية
    • مجموعة قصصية
    • حوارات
    • منشورات للتحميل مجاناً
    • أقوال الحكماء
    • خواطر
    • شذرات
    • سيرة
  • شعر
    • شعر مترجم
    • شعر محكي
  • فن
    • فنون تشكيلية
    • مسرح
    • تكنولوجيا
    • سينما
    • فيديوهات
    • كاريكاتير
  • مقال
  • أخبار منوعة
    • تراث
    • في الأثار
    • موضة
    • مطبخ
    • المرأة
    • صحة
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • مجلة غرفة 19
  • ندوات
  • قراءات أدبية
  • الملتقى
  • أدب
    • قصة قصيرة
    • ق.ق.ج
    • رواية
    • مجموعة قصصية
    • حوارات
    • منشورات للتحميل مجاناً
    • أقوال الحكماء
    • خواطر
    • شذرات
    • سيرة
  • شعر
    • شعر مترجم
    • شعر محكي
  • فن
    • فنون تشكيلية
    • مسرح
    • تكنولوجيا
    • سينما
    • فيديوهات
    • كاريكاتير
  • مقال
  • أخبار منوعة
    • تراث
    • في الأثار
    • موضة
    • مطبخ
    • المرأة
    • صحة
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
 ISSN 2996-7708- غرفة 19
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
مساحة إعلانية Advertise Here

وسط الضوء الأزرق: تفكيك الغربة الرقمية  في قصائد الحاسوب للشاعر د. عارف الساعدي

المحرر بواسطة المحرر
16 سبتمبر، 2025
في قراءات أدبية
وقت القراءة:4 دقائق قراءة
2 0
A A
0
3
مشاركة
4
مُشاهدة
Share on FacebookShare on Twitter
أ. ناظم-ناصر-القريشي

“القصيدة تُمسح… كأنك شطبتَ طفولةً أو وجهاً أو بيتاً“

الشعر تحت الضوء الأزرق: من تمجيد الورق إلى ارتباك الشاشة

في زمن باتت فيه القصيدة تُحفظ في “سحابة” وتُرسل كصورة، كتب عارف الساعدي كتابًا شعريًا بعنوان “قصائد الحاسوب”، لكنه لم يكن يكتب عن الحاسوب بقدر ما كتب عن تفكك الإنسان الحديث أمام آلة تبتلع مشاعره.
العمل ليس “ديواناً شعرياً” بالمفهوم الكلاسيكي، بل كتاب شعري عضوي، تتسلسل فيه المقاطع وتتصاعد كخطّ درامي واحد. تخرج منه وأنت تشعر أنك عشت سردية نثرية-شعرية تحكي سقوط إنسان في فخّ اسمه: التكنولوجيا.

مدخل تأويلي: الشعر تحت الضوء الأزرق

“قصائد الحاسوب” ليست كتاباً عن الأدوات الحديثة، بل عن انهيار الحميمي وسط الضوء الأزرق.
هو كتاب شعري يطرح أسئلة وجودية من داخل الفيسبوك، ويسائل فكرة “البيت” في زمن يُستبدل فيه الجار بـ”تنبيه إشعار”، والأبناء بأيقونات صامتة.
عارف الساعدي لا يكتب عن الحاسوب، بل يكتب الشعر بالحاسوب ضد الحاسوب — وهذه أعقد لعبة لغوية وشعورية مارسها شاعر عربي في العقد الأخير.

أولاً: ابتكار شعري في زمن التقنية

لا يمكن النظر إلى “قصائد الحاسوب” كديوان عادي يُضيف موضوعاً حديثاً إلى الشعر العربي، بل هو عمل يؤسس لشكل جديد من القصيدة، يربط بين الشعر والتكنولوجيا بطريقة فلسفية وجمالية ونفسية:

  1. الموضوع الجديد بنَفَسه الفلسفي:
    لم يسبق لشاعر عربي أن اقترب من الحاسوب بوصفه شريكاً درامياً وأخلاقياً في الحياة اليومية. الحاسوب ليس أداة بل كائن يبتلع الطفولة والصوت الداخلي.
  2. الهيكل البنائي:
    ليس تجميعاً لقصائد منفصلة، بل رحلة شعورية متصاعدة. كل نص لبنة في سردية وجودية متشظية وسط الحضارة الرقمية.
  3. جماليات الانمحاء والمحو:
    فعل “المسح” في قلب التجربة: حذف القصائد والذكريات وملامح الأحباب. كما في قوله:

“مسح الحاسوب ذاكرةً كاملةً
وغناءً عذبًا
وبكاء أميراتْ…” (قصيدة 7)

ثانياً: الشعر بوصفه تأملاً في وسيلته: الميتاشعرية الرقمية

عارف الساعدي لا يكتب عن الحاسوب فحسب، بل يكتب من داخله، ويكتب به ضدّه — في لعبة لغوية ميتاشعرية شديدة التعقيد، تُحوّل أداة الكتابة إلى جزء من موضوعها، وتجعل القصيدة تتأمل ذاتها في لحظة انكسارها.
القصائد نفسها تُشبه منشورات رقمية: قصيرة، متقطعة، لكنها موجعة. بنيتها تُحاكي واجهات التطبيقات؛ في بعض الأحيان تنتهي بـ”ضغطة زر”، وكأنها كُتبت على شاشة “فيسبوك”، لا على ورق. وحتى لغة القصيدة تنفجر فجأة بصور شعرية تشبه ومضات البرق، كما في قوله:

“القصيدة تُمسح…
كأنك شطبتَ طفولةً أو وجهاً أو بيتًا.”

هنا، لا يصبح الحاسوب مجرد موضوع، بل يتحوّل إلى وسيط يتداخل مع طبيعة النص ذاته. نحن لا نقرأ فقط عن التقنية، بل نقرأ من خلالها، وعبرها، وهو ما يجعل التجربة أكثر مرارة. فالشاعر يحمّل القصيدة وعياً ذاتياً بمصيرها: أن تُكتب وتُمحى داخل نفس الجهاز.
هذا البُعد الميتاشعري — حيث القصيدة تدرك سياق كتابتها وتنتقده من داخله — يمنح “قصائد الحاسوب” خصوصيته الفنية النادرة، ويُحوّل الكتاب إلى تأمل مزدوج في اللغة والوسيط والوجود معًا.

اللغة: من الطين إلى الشاشة

يتنقل الديوان بين لغتين:

.1 لغة الطين والورق:

“كتب الأجداد على الطين
وكتبنا نحن على الحاسوب حكايتنا…” (قصيدة 9)

هنا تقابل حاد بين تقنيات الذاكرة: الطين بوصفه أثرًا خالدًا، والحاسوب بوصفه ذاكرة آنية تُمحى بـ”ضغطة زر”.

.2 لغة الشاشة والرمز:

“مسح الحاسوب بضغطة زرّ واحدةٍ
آلاف الكلماتْ” (قصيدة 8)

لغة الديوان تستعيد جماليات “النثر الشعري”، بلغةٍ حوارية ومباشرة، لكنها مشبعة بالصور المركّبة والحنين المكثف.
من “آدم الأخير” إلى “قصائد الحاسوب”: التحوّل من الغربة الكونية إلى الغربة الرقمية
في كتابه السابق “آدم الأخير”، كان الشاعر هو الناجي الوحيد، الإنسان الذي وجد نفسه بعد الطوفان دون شعب ولا امرأة، يبحث عن معنى الوجود من العدم.
أما في “قصائد الحاسوب”، فالمأساة أكثر تعقيداً: الإنسان لم يَفقِد العالم، بل فقد نفسه فيه. كل شيء حاضر: الأبناء، الزوجة، الحي، المدرسة… لكن الإنسان منفيّ، ضائع، غريب.

“لستُ وحيداً
لكنني ممتلئٌ بالغربة يا الله…” (قصيدة 5)

هذا التحوّل يكشف أنّ الغربة لم تعد سؤالاً ميتافيزيقياً كما في “آدم”، بل تحوّلت إلى أزمة حضارية معاصرة، تلتهم الحميمي، وتُفرغ الإنسان من ذاته.
نوع الغربة: منفية وجودياً ومحبوسة رقمياً
الغربة هنا ليست فحسب غربة شاعر تجاه أبنائه أو ذاكرته، بل هي غربة وجودية تُختزل في لحظة تقنية:

  • كل ما هو إنساني أصبح رمزاً: الموت، الحزن، العزاء، الضحكة، حتى القصيدة!
  • العائلة لم تلتئم حول مائدة، بل في مجموعة واتساب:

“العائلة الآن التمت
لكن في الماسنجر أو في الواتساب” (قصيدة 25)

لون الغربة:

  • اللون الطاغي في الديوان هو الأزرق الباهت: لون الشاشة، لون الغياب، لون الوحدة في الضوء الاصطناعي.
  • غياب الألوان الحسية القديمة: “الدخان”، “القهوة”، “الحطب”، يخلق فراغاً بصرياً يؤكد برد الشعور.

الموسيقى الداخلية: إيقاع الحزن الرقمي

في “قصائد الحاسوب”، لا تنبع الموسيقى من الوزن أو القافية، بل من النَّفَس الطويل والتكرار المتوتر. القصائد تُبنى كما لو كانت نغمة حزينة، تبدأ ولا تصل، تُشبه صوت ناي مكسور أو صدى يتكرر في الفراغ. الإيقاع هنا ليس غنائياً، بل أقرب إلى ترنيمة جنائزية بطيئة، تسير على وقع الحنين والفراغ.
تكرارات أسلوبية مثل:

“اختفت الأشياء…”
“ترثي الوحشة…” (قصيدة 26)

تمنح النص إيقاعاً داخلياً يحرّك الألم دون أن يصرخ.
هذه الموسيقى ليست زخرفاً بل ترجمة لمأساة داخلية. فالذات الشاعرة منفية من داخل بيتها، لا من خارجه. كما في (قصيدة 5):

“البيتُ الدافئُ ممتلئٌ بالأولاد…
لكننا منفيّون
جزرٌ تتباعد عن أخرى…”

حتى العاطفة أصبحت تُدار رقمياً؛ لا بكاء حقيقي، بل تمثيل افتراضي للبكاء:

“لن أبكي
فهنالك وجهٌ في الشاشة يبكي بدلاً عني” (قصيدة 11)

وهكذا، تتجلّى الموسيقى في هذا الديوان كأداة لحفر الألم من الداخل، لا لتجميله من الخارج، حيث تصبح القصيدة نفسها جهازاً حساساً يلتقط ذبذبات النفس في زمن منقطع.

بين الصوت والصدى: الشاعر ككائن رقمي

لم يعد الشاعر في “قصائد الحاسوب” هو صاحب الصوت الأول، بل أصبح صدى داخل منظومة رقمية كبرى. ما يُكتَب لا يُسمع، وما يُقال لا يُجاب عليه. هذه القصائد لا تصرخ، بل تهمس، ثم تذوب في ضجيج إشعارات العالم الحديث.

“الشوق اشتدَّ عليّ الليلة…
دخلت الصف الأول…
ونسيت أن أخرج من النص” (قصيدة 24)

هذا “الدخول” إلى النص ليس فعلاً شعرياً فحسب، بل دخولاً إلى واقع لا خلاص منه. الشاعر هنا يشبه ملفاً مفتوحاً في جهاز: يتنقّل، يُعدّل، يُنسى، ويُحفظ تلقائياً في الذاكرة المؤقتة. هو ليس ذاتاً كاملة، بل كيان مؤقت، يتحول من مؤلف إلى متلقٍّ، من مبدع إلى مجرّد مستخدم.
وبينما كان الشاعر في القصائد الكلاسيكية يصدح من أعلى المسرح، نراه في “قصائد الحاسوب” يجلس خلف شاشة، لا يرى جمهوره، ولا يسمع نفسه. إنه شاعرٌ رقميّ، يُلقي قصيدته على الحائط الأزرق، منتظرًا علامة “تمت القراءة”.

القراءة السينمائية: شعر يتحرك داخل مشهد ثابت

يُقرأ كتاب “قصائد الحاسوب” كفيلم شعري طويل، بلقطة ثابتة واحدة تتكرر: رجل وحيد يجلس أمام حاسوبه، يكتب ويحذف، يتذكّر وينسى. الحركة لا تكمن في المشهد، بل في الداخل النفسي للشخصية.
الأماكن قليلة ومحدودة: الصالة، السرير، شاشة الحاسوب. الكاميرا ـ بمعناها الرمزي ـ لا تتحرك؛ تبقى ساكنة، تراقب الحاسوب في المركز، بينما الشاعر يتنقل عاطفيًا على الهامش. في قصيدة (6)، يبلغ هذا التجلّي ذروته حين يُعدّ الشاعر القهوة للحاسوب ويأخذه إلى “المستشفى”، في لقطة تجمع بين التهكم والمأساة:

“ماذا يحتاج الحاسوب صديقي أو ولدي؟
الشحن بطيء؟
غيرت الشاحن في غمضة عين”

ولفهم هذا المزاج السينمائي، يقترب الديوان من روح فيلمين رئيسيين:

  1. Her (2013) – حيث تتحول العلاقة مع التقنية إلى تجربة عاطفية كاملة. الحاسوب لم يعد أداة، بل كائن يتحدث، يُحب، ويترك أثراً.
  2. The Truman Show (1998) – عالم يبدو طبيعيًا لكنه مُراقب ومعد سلفًا، تماماً كما يشعر الشاعر داخل قصيدته: لا خصوصية، ولا خلاص من عين الشاشة.

هكذا، يصبح الشاعر بطل فيلم داخلي، لا يراه أحد، لكنه يُعرض فينا جميعاً.

استخدام التقنية: من الأداء إلى الانهيار

عارف الساعدي لم يكتب قصائد عن الحاسوب فقط، بل كتب القصائد كأنها كُتبت بداخله.

  • بنية المقاطع تشبه المنشورات الرقمية: قصيرة، مباشرة، فيها تعليقٌ خفي.
  • كثير من القصائد تنتهي بـ”ضغطة زر”، وكأن النص مكتوب في واجهة “فيسبوك”.
  • اللغة نثرية، لكن مشحونة بصورة شعرية تُولد فجأة، مثل:

“القصيدة تُمسح…
كأنك شطبتَ طفولةً أو وجهاً أو بيتاً.”

هذا الاستخدام يخلق تواطؤاً ذكياً: نحن نقرأ القصائد عبر التقنية ذاتها التي يهاجمها الشاعر، وهو ما يزيد من سخرية الموقف ومرارته.

القراءة التشكيلية: العزلة البصرية بين عارف الساعدي وإدوارد هوبر

تكشف “قصائد الحاسوب” عن طيفٍ تشكيلي خفي، يجعل من كل قصيدة لوحة ناقصة، لا تُرسم بالألوان بل تُمحى بالممحاة. القصائد تبدو كما لو أنها كُتبت على بياض شاشة، لا على بياض ورق:
• تُرسم بممحاة أكثر مما تُرسم بالقلم.
• تتحدث عن محو النصوص، حذف الصور، نسيان الطين.
• الأبيض في النص ليس نوراً، بل برودة شاشة لا تعيد شيئاً.

هذه المفردات البصرية تتقاطع بعمق مع لوحات الرسّام الأمريكي إدوارد هوبر، المعروف بأعماله المغمورة في الضوء الصامت والعزلة الكثيفة. فلوحاته مثل “غرفة في نيويورك” و*”نوافذ ليلية”* تُظهر شخصيات ساكنة في أماكن مألوفة، لكن أرواحهم مثقلة بوحدة لا تُرى.

في “قصائد الحاسوب”، تتكرّر الصورة ذاتها:

“البيتُ الدافئُ ممتلئٌ بالأولاد…
لكننا منفيّون
جزرٌ تتباعد عن أخرى…” (قصيدة 5)

حتى الحاسوب نفسه يبدو ككائن “هوبرّي”: جامد، صامت، بارد، يشغل مركز الصورة بينما تتراجع الذات الشاعرة إلى حوافها، تهمس في الظلّ وتتوسل دفئاً لا يأتي.
كما في لوحات هوبر، لا يظهر الصراع في الفعل، بل في غيابه. المشهد ثابت، لكنّ العزلة داخله تتحرك بلا صوت، تمامًا كما تفعل القصائد في هذا الكتاب.

التكوين البصري للنص لا يقلّ أهمية عن لغته:

القصائد مرسومة كأنها لوحات تشخيصية—أشبه بلوحات سوريالية ناقصة، مكتملة بالغياب، مشحونة بتوهج الأزرق الصامت. الشاشة تظهر كغرفة سردية، والحائط الأزرق ككفنٍ ضوئي.

في بعض المقاطع، الذاكرة تبدو كلوحة تُمحى، لا تُرسم:

“مسحنا ذاكرة كاملةً
وغناءً عذبًا
وبكاء أميراتْ…” (قصيدة 7)

القصيدة هنا لا تُبنى على الحضور، بل على ما يُمحى منها، على الفراغ الذي تتركه خلفها. هذا ما يُعطي البنية التشكيلية للكتاب بعداً وجودياً صارخًا.

الذروة: الحاسوب كقاتل وشاهد وضحية

القصيدة (8) تمثل الذروة المأساوية:

“الذاكرة انطفأت هذي الليلة
كي يغفو الحاسوب بلا صرخات
ماذا يعني
أنْ تشطب أياماً
وتحيل قصائد للنسيان؟”

وهنا، لا يعود الإنسان هو من يكتب القصيدة… بل الحاسوب هو من يحذفها.
الشاعر لا يملك حتى سلطة البكاء، والذاكرة تُطفأ بـ “زر. “

التحوّل الزمني والمفارقة الأسلوبية: من لهجة السرد إلى كتابة الذات ضد الذات

يتدرّج البناء الشعري في “قصائد الحاسوب” من الطفولة إلى الأبوة، ومن زمن الطين إلى زمن الزرّ. لكنه تحوّل لا يُروى سردياً، بل يُبنى من الداخل. كل مقطع يُجسّد فقداناً تدريجياً لذاكرة حسيّة تُمحى شيئاً فشيئاً، في انتقالات شعورية مشبعة بالحنين والفقد.

“دخلت الصف الأول…
ونسيت أن أخرج من النص” (قصيدة 24)

وهكذا، يتحوّل النص إلى سردية عن تفتّت الإنسان داخل آلة لا يستطيع مغادرتها، حتى وهو يلعنها.
ما يجعل هذا الكتاب الشعريّ فريداً هو قدرته على خلق مفارقة أسلوبية جوهرية: الشاعر يهاجم التقنية لكنه يكتب من داخلها. لا نبرة وعظ، ولا رفض مباشر، بل انكشاف داخلي لمأزق الذات المعاصرة. القصائد لا تدين الحاسوب، بل تعترف بأن وجودها صار مرتبطًا به. المفارقة أن الشاعر يمقت الجهاز، لكنه لا يستطيع الانفكاك عنه:

“أنت تشتم هذا النقّال بهذا النقّال
وتلعنه
ترثي الوحشة
فيما أنت تلوذ وراء النقال وتختبئ”

بهذا الشكل، لا يعود النص مجرد مرآة للحاسوب، بل مرآة مزدوجة: واحدة تُظهِر الجهاز، وأخرى تُظهِر الذات وهي تتحوّل أمامه، بين الاعتراف والمقاومة.

خاتمة تأملية

“قصائد الحاسوب” ليست مرثية للعصر، بل مرآة حارقة له. فيها شيء من هوبر، شيء من السينما، وشيء من الشعر الذي لا يعرف إلى أين يذهب:

“الشوق اشتدَّ عليّ الليلة…
دخلت الصف الأول…
ونسيت أن أخرج من النص” (قصيدة 24)

دخلنا هذا النص كما دخل صاحبه: نبحث عن خلاص، فوجدنا أنفسنا أكثر عمقًا في الغربة الرقمية.

الخاتمة العامة

“قصائد الحاسوب” ليس ديواناً بالمفهوم التقليدي، بل كتاب شعري متكامل من حيث البنية والموضوع. يسرد فيه عارف الساعدي سيرة ذاتية رقمية، بلغةٍ تجمع النوستالجيا بالصدمة، والعاطفة بالتقنية، لتصوغ لحظة شعرية نادرة في الأدب العربي المعاصر.
هو كتاب يُقرأ دفعة واحدة، بصوت واحد، لكنه يتحدث بأسماء كثيرة: الأب، الطفل، المنفي، والمبحر في شاشة لا تنطفئ.

وُسوم: عارف الساعديقصائد الحاسوب
المحرر

المحرر

ذو صلة الموضوعات

قراءات أدبية

الرائي والإنكار الجمعي: دراسة ذرائعية في رمزية الخوف في قصة / الجراد/ للقاص السعودي جبير مليحان

9 سبتمبر، 2025
13
قراءات أدبية

رنا جعفر ياسين/و(المدهون بما لا نعرف) من كتاب قيم تشكيلية في الشعر العراقي للناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي

6 سبتمبر، 2025
8
قراءات أدبية

كادرات نور: البدايات التي تشبه النضج”

6 سبتمبر، 2025
20

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أوافق على الشروط والأحكام وسياسة الخصوصية.

مجلة الغرفة 19

مجلة غرفة 19

مجلة غرفة 19 العدد الثامن عشر

بواسطة المحرر
2 سبتمبر، 2025
0
1.1k

"باسم الجمال... أدعو إلى التوبة" افتتاحية العدد بقلم رئيسة التحريرالأديبة إخلاص فرنسيس نحن أناس نحبّ السرد، شغوفين بأحداثه وأشخاصه الداخلين...

تابع القراءةDetails

حوارات

هدى بركات المرشحة لجائزة الشيخ زايد للكتاب لـ”النهار”: نكتب لئلا نُشفى من الألم

علاء زريفة المصدر: دبي - النهار
بواسطة المحرر
8 أبريل، 2025
0
40

علاء زريفةالمصدر: دبي - النهار في روايتها الأخيرة "هند أو أجمل إمرأة في العالم" المرشحة للقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب...

تابع القراءةDetails
  • الرائج
  • تعليقات
  • أحدث

ماذا قالت الأمثــال الشعبيـــة عن الخَريــفْ ؟؟

23 سبتمبر، 2023

البحار أهميتها وكيفية المحافظة عليها 

13 سبتمبر، 2023
مجلة غرفة 19 العدد 13

مجلة غرفة 19 العدد 13

21 أغسطس، 2024
مجلة غرفة 19 العدد 16

مجلة غرفة 19 عدد 16

27 مارس، 2025

مجلة غرفة 19 العدد 10

14

مجلة غرفة 19 العدد 11

13
تجلّيات الأنساق المضمرة في المسلسل اللّبنانيّ "بالدّم"/ بقلم د. دورين نصر

“بالدم”… دراما الأمومة بين القداسة والانتهاك- بقلم: رزان نعيم المغربي – كاتبة وروائية من ليبيا- هولندا

10
مجلة غرفة 19 العدد السابع عشر حزيران يونيو 2025

مجلة غرفة 19 العدد السابع عشر

9

وسط الضوء الأزرق: تفكيك الغربة الرقمية  في قصائد الحاسوب للشاعر د. عارف الساعدي

16 سبتمبر، 2025

التعالق أو بالأحرى التعشيق مع الفلوكلور لدى الرحابنة/ أ.د. نورالدين سعيد

12 سبتمبر، 2025
Room19 room to think

,Room to Think – Timewarps in historical misunderstanding, By Dr. Emad El-Din Aysha, PhD

11 سبتمبر، 2025

الزمن الجميل… هل كان جميلاً حقًا؟ (9) الصحافة… بين الحبر والمقصّ

11 سبتمبر، 2025

© 2023 غرفة 19 - مجلة ثقافية - أدبية - اجتماعية ISSN 2996-7708

مجلة ثقافية أدبية فكرية تصدرُ من سان دييغو كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية

  • الرئيسية
  • من نحن؟
  • راسلنا
  • سياسة الخصوصية

تابعنا على الشبكات

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password? Sign Up

Create New Account!

Fill the forms bellow to register

All fields are required. Log In

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist

لا نتيجة
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • مجلة غرفة 19
  • ندوات
  • قراءات أدبية
  • الملتقى
  • أدب
    • قصة قصيرة
    • ق.ق.ج
    • رواية
    • مجموعة قصصية
    • حوارات
    • منشورات للتحميل مجاناً
    • أقوال الحكماء
    • خواطر
    • شذرات
    • سيرة
  • شعر
    • شعر مترجم
    • شعر محكي
  • فن
    • فنون تشكيلية
    • مسرح
    • تكنولوجيا
    • سينما
    • فيديوهات
    • كاريكاتير
  • مقال
  • أخبار منوعة
    • تراث
    • في الأثار
    • موضة
    • مطبخ
    • المرأة
    • صحة

© 2023 غرفة 19 - مجلة ثقافية - أدبية - اجتماعية ISSN 2996-7708

هذا الموقع يستخدم الكوكيز. من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع فإنك تعطي الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط. لمزيد من الإطلاع في هذه الصفحة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط.
Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?