(حسونه العزابي/ليبيا)
عَلَّمَني وطني
مالا يمكن أن أتعلّمَ إلّا منهْ
علّمَني
كيف أعيشُ وكيف أموتُ دفاعًا عنهْ
. . .
علَّمَني
أنّ الوطنَ هوىً وهويّة
وعقولٌ تتلمّسُ دوما
بثباتٍ دربَ الحريةْ
وأكفٌّ عِطرُ نزاهتِها
فوّاحٌ بالخيرِ نَدِيَّةْ
وقلوبٌ مُلئتْ إيمانًا
باللهِ الحيِّ القهارْ
تؤمنُ أن القادمَ أجملْ
وأن الآملَ خَـيـارٌ أمـثَـلْ
وأنّ حياةَ المرءِ يُظلِلُها حُكمُ الأقدارْ
**
علّمني
أن العمرَ سنونٌ
والمعيارُ مواقفْ
وأن الخائنَ مهما تَلَوَّنَ
رقمٌ زائفْ
وأن التُبَّعَ سمكٌ يحيا
دون زعانفْ
فاحرصْ
أن تحيا ذا رأي لا منصاعًا كالمسماْر
**
علمني
كيف أجوبُ
أزقتَهُ وشوارِعَهُ وميادينَهْ
وكيف أمارسُ كلَّ جنونيَ
رسمًا لِهَواهُ وتلوينَهْ
وكيف أجسّدَ سِحرَ صَحارٍ
بحَكايا عِشقٍ مَسكونَةْ
وشواطئَ ودٍ آمنةً
يستودعها البحرُ جنونَهْ
فاحذر
أن تَبقَى لعَدُوٍّ بيدقَ تخريبٍ ودماْر
**
علَّمَنيْ شوقًا أبديًّا
علَّمني عشقًا أزليًّا
علَّمَني
أن الصبرَ إذا نزلَ المكروهُ نجاةْ
وأن الموتَ بوقفةِ عزٍّ أحلى حياةْ
وأن المجدَ يكلّلُ هاماتَ الأحرارْ
**
علّمني
أن ترابَ الوطنِ شِفاءْ
وأن سماءَ الوطنِ غطاءْ
وأن هواءَ الوطنِِ نقاءْ
وأن التاريخَ يراقبُنا ليلاً ونهارْ
فاخترْ
ما تُبقِي لأحفادِكَ مجدًا أو عارْ
***