جميل داري
ما كنتُ أراهُ لقلبي مطرَهْ
يبّسني
حتى أصبحْتُ بقايا شجرَهْ
…
في الضّبابِ رأيتُ الذي لا يُرى
كانَ ثمّةَ حلمٌ صريعٌ
يحدّقُ بي بعدَ أنْ فقدَ البصرا
…
وأنا أعرجُ
سَبقتْني إلى موتيَ العَربَهْ
ليسَ بيني وبينَ مكاني الأخيرِ
سوى هذهِ الهضبَهْ
…
ليسَ للحبِّ سوى معنىً وحيدْ
أنْ تموتي مثلَ موتي
أو يزيدْ
…
يا لهُ من سرابٍ أُجاجْ
شجرٌ ميِّتٌ
وهواءٌ زُجاجْ
…
كلُّ هذي الجهاتْ
لا جهاتِ لها
لهبٌ زائفٌ
ورمادُ حياةْ
….
وكأنّي مراكبٌ من رمادِ وعلى مَن بلا حياةٍ أنادي
….
ليسَ لي عندَه سوى ذكرياتِ ليس تقوى على الظلامِ الآتي
…
أمرُّ بي لا أراني مرورَ أعمى بثانِ
…