آمال القاسم
مُنْذُ عبَرَتْني تُفّاحَتُكَ الأُوْلَى
وأنا أنفخُ بكَ في روحي ؛
أزرعُكَ جنّةً في مُنتهاي
أُموسِقُكَ في دروبِ الأوفِ
وأُدَوْزِنُكَ في حقولِ الميجنا والنايِ
..
منذُ شربتُ نخبَ عينيكَ
وأنا أُخِيْطُ الْماءَ أوزانًا وشُطآنًًا
بمِسلّةِ أهدابي
كَيْ أرتِّبَ مدائنَكَ في ظمإي
وأصبَّك شعرًا في أكوابي
ومنذُ صَلَبَني الرّبُّ
في خمائرِ النّون
وذاك الغارُ يمضي إلى
ملحي
يتحسَّسُ ذؤاباتِ الغيمِ
كما ظِلُّ نبي يقيمُ في كفّي
ويدثّرُ خوفي
الغارُ _ يا حبيبي_ لا يقرأُ ؛
شفَتاهُ مِنْ صَخْرٍ وغيابْ
لم يتذوقْ شعرَ المجانين
ولا يعرفُ عبقرَ ولا عنترَ
لمْ يرقصْ رقصةَ زوربا
ولا يجيدُ فلسفةَ الإغريق
لم يُصغِ إلى لوركا
ولمعزوفات ياني الشّهيرةِ
ولا يقربُ أرصفةَ الشّمس
ولا يطاردُ رملَ الرّوح المتصحّر
بيدَ أَنّهُ يفقهُ
هسيسَ الشغف
وكيفَ يصهلُ الندى
في خدِّ الورد
وكيف _ مِنْ وَلَهٍ
يعطَشُ الماءُ للماء
سَكْرة القمر
اللوحة للأمريكي دانيال جيرهاتز