يا آخر رسائلي إليه
أريدك بخير
كل ما عدا ذلك ، مهماً كان أم لا ، سأتدبر أمري .
أريدك بخير
كأن تفتح عينيك صباحاً،
أو تهرش شعرك .
أن تُنزلَ قدماك دون عناء من السرير ،
ألا تجلس على حافته تتناول يداك رأسك ،
وإن جرى فلا بأس ، لكن لا تطيل .
أن تذهب للمرحاض تتبول بسلاسة .
ألا تنسى أين وضعت قداحة الغاز ،
الضرورة أولاً , والضرورة رائحة القهوة ،
أن تغلي قهوتك دون أن تفور ، فليس كل شرود سليم .
أن تدندن ، نعم دندن ، حتى لو بكيت ،
حرر الحنجرة فالكلمات
تصبح رواسب متحجرة كلما مر وقتها .
لا تعد لسريرك ، أرجوك ، فتلك توطئة
تجر وراءها كسلاً حزيناً !
ابتسمت ؟
نعم هناك كسل حزين ..و آخر مريض ..
وأخر ضجر ..وليس هنا بيت القصيد .
دلل جسدك كمن يطير
أو يسبح في محيط أو أقله جسد عار في البانيو .
ليس عليك أن تجيب على رنة هاتفك الأرضي منه والسماوي .
ستضحك ثانية ـ يا قلبي هالضحكة ـ وتقول : سماوي !!
وهل سيهاتفني الرب أو يوحي إلي ؟
لستُ نبي !
” وأنت .. أنت السماوي و النبي
والأرضي والجوفي والقلبي
والعشبي والمطري والحلو أنت بنظري “
هكذا يورد القلب إذ يهيم .
أريدك بخير
أن تنظر مرآتك تحك ذقنك سنابل وجهك ..
تتردد وتفكر بحصادها .
لا رغبة بالحصاد … لا عليك .
أن تفتح برادك ، كأس بيرة عند الظهيرة ،
ونظرة من النافذة للجارة القريبة .
أن تتصفح رسائلك ، نساء من شعر و رواية
وقصة قصيرة .. وأخريات بأوضاع مختلفة .
أن ترخي جسدك كمراهق على الأريكة
حتى يئن جسدها ، تتصفح الأنستغرام ،
به نساء رفعن حمالة الصدر عنهن ،
نهودهن توقد خيالك ، ضع لهن قلباً أحمر اللون
و اغمزهن ..صدقني سيملأ السرور قلبهن .
أن ترفع كتاب في وجهك ،
وبنسر عينيك ترى في الفقرة الطريدة .
أن تشلح عنك قميصك ..تتفقد جسدك
تبتلع بطنك وتضحك على كذبة مسطحة .
أريدك بخير
صدقني .. هي تفاصيل صغيرة
لكن يُدفَعُ لأجلها لتُشتَرى .
امرأة في الزقاق
