د. محمد توفيق أبو علي
يا بحر
يا بحرُ قلْ لي ما دَهاهْ
مَوْجُكَ؛ فارْبَدَّ صوتٌ
وارْتَجَّ صَداهْ؟
لن يُرهبني هذا الضّجيجُ… لن يُطفئ جَذْوَةَ عينيَّ رَجٌّ… لن يَضِلَّ حُلْمي مَداهْ
فَغَدْرُكَ ناموسٌ، أيُّها البحرُ
سواءٌ فيه سِرٌّ وجهْرُ
وسواءٌ فيه عُرْبٌ أو عَجَمْ
فمتى جُرْحُكَ الغادرُ ينختمْ؟
آهِ لو يدرك النّخلُ أوجاعي، وكم أحبّ نَواهْ
آهِ لو يدرك الشّرقُ، كلُّ الشّرقِ، أوجاعي
لَيْتَهُمْ يدركون أنّ الشّمسَ
تنوي الرّحيلْ
عن سمائنا
وتبحث عن مَطْلِعٍ يَليقُ سَناهْ
بإرثٍ قد وَأَدْناهْ
في ليلٍ طويلْ
آهِ لو يدركونَ مَعًا، أنّني سوف أبقى
أسأل الشّمسَ البقاءْ
في هذي السّماءْ
كُرمى لِحُلْمٍ جميلْ
حلمِ المناجل حين يعانقها فمٌ، لا يعرف التّأويلْ
ولا يُعجزهُ المُحالْ
ويقول لِلشّرقِ، لِلْغربِ، لِلْجَنوبِ، وللشَّمالْ : الرّيحُ الرّيحُ جوابي، حين يكون الوطنُ السّؤالْ