محمد بن لامين
لم يكن ذلك الولد سماعا يوما للكلام
لم يكن أصلا حتى يجيد ارتداء جواربه السوداء المشطورة بلون الرماد
كان ليذهب فقط منذ ذلك اليوم
قال الحاكم/ إنه كلب ضال
قالت الأم/ ولد عاق يابس الرأس
قال الأب/ دعوه يفعل ما يشاء
قلت أنا/ لعل في صقيع الشمال برد لجمرة روحه
ثم انساب الوقت متراكنا في جنبات غرفاتنا الاولى
لم يعد ذلك الولد
ولا الحاكم عدل عن رأيه!
مات الحاكم وعاد الولد
عاد الولد / مات الحاكم
لكن الشعب حائر
والرمانة في ماء الغير
إبريل في مدينة البيضاء
أو أكتوبر
كلما أحب الولد عصيدة الميلود
أهال أحدهم عليها رماد نار قريبة
الولد الذي خرج عن الملة الاعتيادية
ولا يحب طول الكلام
الولد كما عرفته
أو كما أكنيه ترفقا
صاحب الهجرتين!