آفين إبراهيم
من لا يحبك
نيرودا
لم اسافر منذ ستة أعوام
قبر أبي بعيد
لا أملك ثمن كرسي في طائرة
أقرأ الأشجار وعيون أطفالي
آخر مقطوعة موسيقية جديدة دخلت حياتي
قبل خمس طعنات في القلب
أكمل ليلتي ويدي في يد رجل حنون
بينما التهم حبات الشبس وأبكي من فرط السعادة
مع ذلك أموت
اموت بسرعة رهيبة كل يوم لأني لا أستطيع ان اغني
كما كنت افعل وأنا شابة
صوتي بات كحياتي
تالف بسبب السجائر والكتابة
اموت لأني لم أعد أرى رجال غرباء في كوابيسي
لأن المرأة بعد الأربعين تصبح ناضجة
تتحول كوابيسها من رجال بعيون زرقاء
لنساء نحيلات يضاجعن زوجها في المنام
بعد كل كابوس عوضا عن الصراخ
أفتح عيوني مبتسمة
أركض نحو الكتابة
مع ذلك لا أنكر في هذه البلاد الدافئة
رأيت نساء كثر يمتن على نحو رومانسي غير محتمل
تضع إحداهن طعاما يكفي كلبها لمدة عشرة أيام
تجلس على كرسيها الهزاز
تغمض عيناها الى الأبد دون ندم
بينما في الطرف الآخر من الكون
تموت نساء صغيرات بالحب
أخريات بالقهر والخراب
بعلبة حبوب اكتئاب منتهية الصلاحية
لن احدثك عن موت النساء بالحرب
فهذا ترف آخر يحتاج الى رسالة طويلة
أضعها في يدك الرقيقة ذات مساء
لكن هكذا تموت النساء في عصرنا
يموت من لا يحب
من يقرأ كثيراً
من يسافر خارج روحه
من ينصت للموسيقا ولا تتحرك خيالاته
من لا يحب
من يهرب
يهرب من حياته للكتابة عزيزي نيرودا
20/7/2020