رنا سمير عَلَم
رواية “شوق ” للكاتبة السّوريّة ربى منصور مؤلّفة من ٣١٧ صفحة صدرت عن دار “بحر” عام ٢٠٢٢ وهي تكملة للجزء الثاني “طبعة جوري” التي صدرت عام ٢٠١٦
تدور أحداث الرواية في المستقبل البعيد، في العام 2045 في وطنها سوريا، (وما بين سوريا وكندا)، حيث تشتدّ الحرب وتستعِر في ظلّ حوادث وواقع مُظلم. تبادلت الكاتبة طباعها النفسية مع شابة لتعيد لها إحساسها الذي فقدته بالحياة.
تتحدث عن سوريا وعن اللاذقية التي نزورها ونسافر معها عبر أماكن خلابة وصفتها بدقة
تناولت الرواية مواضيع متعددة تهمُّ المجتمع العربي بشكل عام والسوري بشكل خاص
تحدثت عن الزواج ( ليس سوى ورقة تافهة، الحبّ أقوى ارتباط ص. ١٢٣)، الخطوبة، صراع الحياة والموت، الحالة النفسية للمرأة، تعامل الرجل مع زوجته المريضة، عن الرجل الشرقي المتسلّط، عن الحب ( لا رضوخ ولا اذلال في الحب ص ١٥٣)، عن العلاقات الإنسانية، بشكل عام، عن حب السيطرة للرجل الشرقي على المرأة التي يجب عليها أن تنفّذ، لأنّ الرجل لا يقبل الإملاءات، كتبت عن الاكتئاب ( ثرثرة الذهن تخطف بريق الحياة)، الغربة، الطبيعة تنعش الروح والذاكرة ص. ١٤١)، تصرّف الرجل الشرقي في المنزل، عادات الزواج، حيث لا توجد المساواة والعدل ولا رحمة، كتبت عن حب الوطن، عن عادات الموت ( لو تذكّر البشر بأنّهم طعام الموت لسادت الرحمة قلوبهم ص. ١٤٢)، والحداد، عن اليأس ( البائس بحاجة إلى امرأة سعيدة لتعيد السلام اليه ص.٩٧)، والسعادة ( تقطف ببساطة ص. ٢٣٧)، والصداقه، والألم والحسد والأنانية والطموح والنجاح ( من السعي والنجاح تولد الأحلام ص. ٢٥٨)، والوطنية، عن الولادة والإجهاض
كتبت عن الحياة (هدية من الرب ص.١٥٠)، وعن علاقة الأم بابنتها، عن عادات الخطوبة والزواج، عن الدين والمساكنة. كتبت عن الكون، عن الحب بين الشباب، عن الله وعن التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي وعن كورونا
هي رواية مُدهِشة فعلاً لأنها جمعت عدة قصص في رواية واحدة (١٧)، تتحدث عن واقع المجتمع العربي، عن التطور، والحداثة، وعن القدم. كتبت عن الفرق بين الشرق والغرب
أسلوبها السهل يجذبُ القارىء الذي يتعجّبُ من كميّة الأجهزة والاختراعات (١٢) التي احتوتها الرواية، من زرع الأجِنّة إلى التطور التكنولوجي في أجهزة تعلمُ ما يجول في الروح وتُغيّر النفسيّة، عدا عن الطبعة التي على الأذن وهي متبادلة بين جوري وروعة والتي سوف يقوم الطبيب زيد بعملية لتبادلها
في كل مفترق، نقرأ عن شغف الكاتبة في الكتابة وهذا ما قرأناه على ألسنة شخوصها
كانت الحصة الكبرى عن الطبيعة الخلابة (٤٥) لعدة مناطق في سوريا التي كانت تعيش مآسي الحرب من جوع وغلاء وانعدام الدواء والكهرباء والماء وتزفيت الطرقات. لم تنسَ الشهداء والأموات وضحايا الحرب كافة والمصابين والمظلومين والمعوقين والأرامل واليتامى
لفتني اختيار أسماء : خوخلين- رام – سومانا
رواية من صنع الخيال لعالم تحلمُ به الكاتبة في العام ٢٠٤٥ حيث سوريا أجمل البلاد وأكثرها حداثة
تنتهيَ الرواية بزواج البطلين لكنّ معاني الزواج لا تختلف كثيرأ عن اليوم عند فئة من الناس المحافظين. أمّا البقيّة فيتعاملون مع واقع المُساكنة من دون أي ذنب
تعدّدت الأشجار (٢٨) والورود (١٩)، والأماكن (٤٥) والحيوانات والطيور (٢٤)، وأنواع الأطعمة والمشروبات (٢٨). هي حافظت بذلك على التراث المادي وغير المادي في سوريا. ناهيكَ عن الكتّاب والشعراء والأنبياء والمطربين والممثلين؛ ذلك ناتج عن ثقافة الكاتبة الواسعة المُدرِكة لكلّ تفاصيل الحياة السورية والمتابِعة لكل حدث عربي وثقافي وعالميّ ولكلّ تطوّرٍ تكنولوجيّ
رواية “شوق” للكاتبة السورية ربى منصور، تعتبر مميّزة، لاستشراف المستقبل، ولكن من أين لها كلّ هذا الخيال لتصنع منه رواية ؟ الجواب أتى في الرواية، ألا وهي الحرب (في ظلّ الحرب، لكلّ لون خاص من الوجع وربّما أثر من الفرح )
لا تبخلي علينا يا “ربى منصور ” برواياتٍ أخرى لكن عن الحداثةِ والرخاء والأمان لوطنك ولعالمنا العربي، في المرّة القادمة. امسكي القلم ولا تكتبي الخيبات بل الأمل ( كما هي عادتي ضمن الخيبات، أمسكتُ القلم ص٨٦)
ما العبرة من الرواية ؟ القبول أو الرضى وهو سرّ الفرح وسرّ الحياة
غرفة 19
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم
- الأدب الرقمي: أدب جديد أم أسلوب عرض؟- مستقبل النقد الأدبي الرقمي
- “أيتها المرآة على الحائط، من الأذكى في العالم؟”
- كتاب من اكثر الكتب تأثيراً في الأدب العربي والعالمي تحليل نقدي لكتاب- “النبي” لجبران خليل جبران
- فيروز امرأة كونيّة من لبنان -بقلم : وفيقة فخرالدّين غانم
- سلطة الدجاج بالعسل والخردل