
د. طلال الجنيبي
بعدَ السكونْ
يتلمَّسُ الحُلمُ الطريقَ
مذ تبعثرَ
فوقَ قارعةٍ من الأشواكِ
فيها المشي أخطرْ
ليحارَ في ضغثٍ
تعامى يومَ أبصرَ
نبتةً تنمو
على ذقنِ المعاناةِ
لتبدو مثل غافاتٍ
بأصلٍ ما تجذَّرْ
وكناظرٍ من نصفَ مرآةٍ
محطَّمةٍ
ليجرحَ ذكرياتِ الوهمِ
في ظلٍّ ظليلٍ لا انعكاسَ لهُ
أراني الفجرَ أبكرْ
فارتادَ أوردةَ التشابهِ
في الإطارِ المخملي
وزادهُ شغفًا وأكثرْ
وإذا بهِ يمتدُّ
أشباهًا لأشياءٍ
تُمانعُ أن يعودَ وضوحُها
إلّا بظلٍّ قد ترنَّحَ
أو بظنٍّ قد تأرجحَ
واقفًا حتى يميلَ
لكي يصيرَ الأصلُ أجدرْ
ليغيبَ عن لحنِ الحقيقةِ
من جديدٍ
في لظى النومِ المتاحْ
متمنيا لو كان يسهرْ
فكأنَّ وردَ الليلِ أزهرْ
وكأنَّ غيمَ العمرِ أمطرْ
وكأنَّ شيئًا لم يكنْ
بعدَ السكونْ
تعودُ عيناهُ إلى حيثُ الفراغُ
فلا ارتدادًا للبصرْ
ولا عزاءً للرموشْ
ولا دموعًا كالمطرْ
والجفنُ يخفي ليلَهُ
المرسومَ بينَ الكحلِ
من وقعِ السهرْ
ليفيقَ ليلٌ حالكٌ
ببريقِه المنثورِ
من بين السماواتِ البعيدةِ
نحوَ غايتهِ
وحتمًا ما شعرْ
وبمنتهى التيهِ
الذي يغفو بصمتٍ
في حدودِ العالمِ الممتدِّ
منذُ شهيقِه الأزلي
بين الارتيابِ أو اليقينْ
يعودَ بحثًا عن أثرْ
في لجَّةِ النومِ العميقْ
فما تعجَّلَ أو صبرْ
هل كان يعلمُ أنهُ
ما ضلَّ يومًا بل عبرْ
وكأنَّ شيئًا لم يكنْ
بعد السكونْ
في السادسةْ
الفجرُ صلى نائمًا
والليلُ باعَ هواجسهْ
سرقَ المنامُ سريرَه
بحروفه المتهامسةْ
هجرَ الظلامَ ليقتفي
أنوارَه المتلامسةْ
بخطى تسيرُ على الطريقِ
لتدركَ الليلَ الذي
قد باعَ بغيًا حارسهْ
ولأنَّ شيئًا لم يدمْ
نزعَ المحالُ ملابسهْ
لزمَ المجالُ مجالسهْ
ومضت صروفُ حياته
بحروبها المتنافسةْ
لتعودَ دائرةُ الطريقِ
لنقطةٍ متشاكسةْ
الظلُّ فيها باسمٌ
والشمسُ فيها عابسةْ
وكأنَّ شيئا لم يكنْ
غرفة 19
- النملة التي مشت على الضوء/مونودراما شعرية فلسفية – فصل واحد
- تطور القصة القصيرة الكردية من الشفاهية إلى الأدب الحديث
- الملتقى الدولي الثالث تحت عنوان:“نظريّات ومناهج النقد التاريخي في القضايا الثقافية:أسئلة المنهج، وتحوّلات الوعي”
- قراءة وتأمل في قصيدة « من جدٍّ لحفيده » للسفير الشاعر إبراهيم عواودة
- الحرية تقود الشعب.. الإطار السياسي لأوجين ديلاكروا
- الكاتب وصدى الكتابة… حين لا يسمع أحد/”الزمن الجميل”… هل كان جميلاً حقًّا؟ (17)




