17-04-2022 | 22:25 المصدر: النهار العربي رندة تقي الدين
وقع اختيار رؤساء تحرير قنوات التلفزيون الفرنسي على الصحافية المعروفة ليا سلامة والصحافي مذيع الأخبار على القناة الأولى جيل بولو لإدارة المناظرة المرتقبة بين المرشحين للرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون ومارين لوبن. المناظرة ستبث مساء الأربعاء المقبل في الساعة التاسعة بتوقيت فرنسا على شاشات كل القنوات الفرنسية ويتابعها الفرنسيون والمهتمون في فرنسا والعالم
تستعد سلامة وزميلها بولو لمناظرة الأربعاء على طريقة التلميذ الذي يعدّ لامتحان يريد له نجاحاً لامعاً. وفي ترتيبات المناظرة أنه قبل بدئها تدخل سلامة وبولو الى قاعتي انتظار ماكرون ولوبن للسلام عليهما، وقد سبق للمرشحين المتنافسين أن تناظرا في انتخابات 2017 التي فاز ماكرون فيها. سلامة وبولو يستعدان منذ أسبوع لهذا الحدث المهم. صحيفة “لو باريزيان” الواسعة الانتشار التقتهما يوم الجمعة الماضي ونقلت عن سلامة أنها تشعر بشيء من الخوف. وقالت سلامة للصحيفة إن مشاركتها لم تكن حلماً لها، ولم تقدم ترشيحها لتشارك في إدارة المناظرة، ولكنها أضافت: “مثل هذه الفرصة لا ترفض ولو أنها ليست الأكثر جاذبية من ناحية العمل الصحافي لأنها ليست مقابلة، بل إدارة مناظرة مع تحديد مواضيع الحوار بين الإثنين”. وأضافت سلامة: “سنتعلم كيف لا نقاطع الكلام ولا نتدخل ولا نقول مثلاً لمارين لوبن لا يمكنك أن تقولي كذا، فهو عمل صحافي يعتمد على الرصانة والتواضع”. ليا سلامة واسمها اللبناني الآخر هالة سلامة، هي صحافية فرنسية لبنانية الأصل تعتز بأصلها اللبناني العربي والعائلة التي تنتمي اليها، فهي ابنة وزير الثقافة اللبناني الأسبق الدكتور غسان سلامة وزوجته ماري بوغوسيان. ولدت في 1979 وغادرت لبنان مع أهلها وشقيقتها لما كانت في سنتها الخامسة خلال الحرب الأهلية وتخرجت من الجامعة في باريس. ثم درست في جامعة نيويورك لمدة سنة في 2001 حين شهدت هجمات 11 أيلول (سبتمبر) التي شكلت صدمة لها ولعبت دوراً في اختيارها العمل الصحافي. لسلامة ابن (غبريال) عمره خمس سنوات من رفيق حياتها رفائيل غلوكسمان وهو نائب أوروبي وأستاذ فلسفة. رابطها بلبنان قوي جداً وعندما تزور البلد تحب زيارة قرية والدها كفرذبيان. ولوالدها تأثير كبير في حياتها الدراسية والمهنية وكثيراً ما تقول إنها كانت دائماً تطمح الى أن يكون والدها فخوراً بها، وهو بالفعل يقول دائماً “إنني افتخر بها”. شقيقتها لما أيضاً ناجحة في عالم الفن والرسم في بلجيكا حيث تدير مؤسسة بوغوسيان للفنون في فيلا انبين في بروكسيل. استطاعت ليا سلامة بعملها الدؤوب ومهارتها الوصول الى هذه الشهرة المستحقة الواسعة. فهي أدارت البرامج السياسية في ظل رئاسة نيكولا ساركوزي ثم فرانسوا هولاند ثم إيمانويل ماكرون في التلفزيون الفرنسي. وبرنامجها الأخير مع بدء الحملة الحالية لانتخابات الرئاسة عنوانه “إليزيه 2022” واستضافت فيه المرشحين الـ12 للدورة الأولى من الانتخابات. وصوتها يرافق الفرنسيين صباح كل يوم على إذاعة “فرانس انتر” حيث تستضيف سياسيي فرنسا من جميع التيارات. ويتسابق أهل السلطة لتستضيفهم سلامة وزميلها نيكولا دوموران صباح كل يوم. استضافت مرة المرشح اليميني المتطرف ايريك زيمور وسألته عن سبب نيته تغيير أسماء الفرنسيين من أصل عربي الى أسماء غربية فرد قائلاً: “اهنئك لأنك غيرت اسمك من هالة الى ليا اسم غربي” فردت فوراً قائلة: “انا لدي اسمين ولم أغير اسمي”. ليا سلامة فخورة بانتمائها الى لبنان واعتقدت في بداية عملها أن أصلها اللبناني العربي قد يشكل عائقاً أمام نجاحها، إذ منذ 17 سنة عندما بدأت عملها في التلفزيون كانت معظم المذيعات شقراوات وفكرت أن هذا الفرق في المظهر قد يؤثر في نجاحها، ولكنها سرعان ما لاحظت أن كونها لبنانية وصريحة وشجاعة مكنها من التقدم الى طليعة نجوم الصحافة السياسية في فرنسا. فقد أجرت مقابلات مع الرؤساء نيكولا ساركوزي وفرانسوا هلاند وإيمانويل ماكرون. وفي 2015 عندما أجرت مقابلة مع هولاند عن الأزمة في سوريا واللاجئين قال لها إنه يشارك المستشارة الألمانية رؤيتها نفسها حول موضوع اللاجئين السوريين، فعلقت قائلة له: “أنت تمزح؟”، ورأى كثر جرأة صحافية في القول لرئيس فرنسا مثل هذه الملاحظة. هذه الجرأة بدت للبعض تهجماً ولكنها في الواقع تغيرت مع الخبرة، فهي لامعة وتخلت عن الأسلوب التهجمي لتصبح أكثر رصانة. توجت سلامة عام 2015 أفضل صحافية في إجراء المقابلات في فرنسا. وكثيراً ما يقول الوزير سلامة عن ابنته ان سر نجاحها هو المثابرة وكثرة العمل، فعندما تعد لمقابلة تجمع المعلومات وتسجل الملاحظات وتتصل بالناس المرتبطين بالشخصية لتستشيرهم كما تستشير والدها الذي يقول أن أحب المهمات على قلبه هي أن يعمل كمساعد لبحوثها. فليا سلامة نجمة في الحياة السياسية الفرنسية، صورها أينما كان في باريس. ورغم هذه الشهرة بقيت سلامة قريبة من بلدها وتتابع الاوضاع فيه مثل أي مواطن لبناني. فالنجمة الفرنسية بقيت وفية لبلد ولادتها