سمية تكجي
مبروك للبنان ‘شكرا منتدى الساردون يغردون
فوز الفريق اللبناني للقصة القصيرة بالمركز الثاني فى المسابقة العربية والدولية للقصة القصيرة
وهي أول مسابقة فى العالم لمنتخبات القصة القصيرة
وكان لي شرف المشاركة فى هذا الإنجاز الرائد ، ضمن أعضاء المنتخب اللبناني للقصة القصيرة
القصة التي شاركت بها في المسابقة من مجموعتي ” بين انا… و عيوني البعيدة ” و هي تحت عنوان
” أبي في الصندوق”
كانـت أمـي تـردد فـي أحاديثهـا أن الحياة صنـدوق ملـيء بالمفاجآت وأن لا أحد يعرف ماذا تخبئ له فيه، كلمة «الصندوق» سـرعان ما اسـتقرت فـي صنـدوق أفكاري وحولتني مع الوقت إلى فيلسـوفة صغيرة دؤوبة على معرفـة ما وراء الأشـياء وماذا تخبـئ الصناديق
أحيانـًا كثيـرة كنت أتخيل أني عثرت على صنـدوق وعندما فتحته ينتصب منـه مهـرج يلبـس ألوانـًا صارخة ويبدأ بالرقـص والتمثيل على المسـرح كي يملأ حولي المكان بالضحكات، كم كنت أحس بالفرح يغمرني حتى اعتقدت أن هذا المـكان المتخيـل، ربما يكون الجنة التـي لا تكف أمي عن الحديث عنها
وأبـي أيضًـا أصبـح بطـلًا من أبطال مشـهد الصندوق، مـا إن كان يحين موعـد مجيئـه؛ حتـى تجتاحنـي أمواج مـن الفرح الممـزوج بالتكهـن اللذيذ لمـا قـد يحمل معه من متـاع وحلوى في المغلفات المقفلـة على المفاجأة والمفتوحة على الدهشـة
أمـا عـن هوايتـي المفضلـة فكانـت مشـاهدة الصـور المكدسـة فـي الصنـدوق الخشـبي الجميـل المركون فـي خزانة الملابس، حيـث كنت أظن أن أمي اختارت عن عمد هذا المكان كي يشعر كل من في الصور بالدفء؛ كنـت أجلـس لوقـت طويـل كمن يجلس أمـام المدفـأة ويفتح قـارورة عطر فيغمـر الـدفء قلبـه وتسـكره رائحة ماض يفتـح الباب… فأسـافر على متنه ويأتـي إلـيّ من في الصـور ونتبـادل الأزمنة، الذكريات والأسـئلة
هي كذلك الصناديق ظلت وفية لمقولة أمي إلى حين.. ولكن ما لبثت أن أدركت أن الأمور ليست دائمًا على مزاج أمي، ففي ورود المفاجآت لا بدّ مـن الأشـواك… فـذاك المهرج الـذي كان يلون الغيم بلون قـوس قزح ليصنع الفـرح، كان أيضًـا يخبئ في الغيم نفسـه دموعه التي لا تتسـاقط إلا بعد أن تنسـدل السـتائر.. وصندوق الصور كان يعانق الحب واللحظة السـعيدة كما يعانق الحزن والفقد
أمـا صنـدوق أبي فكان الأشـد وقعًا وقسـوة عليّ، لقـد كان فوق إدراك عقلـي الطفـل، ذات مـرة دخلـت البيـت ورأيتـه مليئـًا بـكل قريـب وغريب يتجمعـون حـول صندوق مسـتطيل، وسـألت نفسـي لمـاذا كل النـاس حول الصنـدوق، لا أعرفهـم كلهم من قبل، فقط رأيتهم فـي صندوق الصور، لماذا يبكـون الصنـدوق؟ أمـا قالت أمي إن الصنـدوق يخبئ مفاجـآت؟ لماذا هذا الصنـدوق شـاحب؟ قالوا إنه صنـدوق أبي
أبـي كان يحـب قوس قزح، كنا نشـاهده معًا، لمـاذا لا تلونوا الصندوق بألوانـه؟ كان أبي المفاجـأة… أبي داخل الصندوق
غرفة 19
- إنسـان فيتـروفيـوس- للفنان الإيطالي ليــونــاردو دافـنـشـي، 1487
- الحياة والمحبة والتعلم: ثلاثية متكاملة
- صرخةُ قلمٍ باحث عن كلماته الضّائعة
- “ظلالٌ مُضاعفةٌ بالعناقات” لنمر سعدي: تمجيدُ الحبِّ واستعاداتُ المُدن
- الشاعر اللبناني شربل داغر يتوج بجائزة أبو القاسم الشابي عن ديوانه “يغتسل النثر في نهره”
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم