رنا سمير عَلَم
قراءة بقلم رنا العالم خبز على طاولة الخال ميلاد
محمد النعاس
ليبيا ٢٠٢٠
رواية في ٢٠٢ صفحة تتمحور حول ٦ عناوين هي
١- المخبز الصفحة ٣-٣١
٢- المعسكر الصفحة ٣٢-٦٤
٣-دار غزالة الصفحة ٦٥-١٢٥
٤- بيت العائلة الصفحة ١٢٦-١٥٦
٥- البرّاكة الصفحة ١٥٧-١٦٤
٦- المطبخ الصفحة ١٦٥-٢٠٢
رواية تتمحور حول حياة ميلاد الشاب الوحيد بين أربع أخوات :صفاء، صالحة، أسماء وصباح. في عمر ال ١٤ سنة يتعلّم كيفية إعداد الخبز من والده الذي كان يعمل في الكوشة (المخبز) والذي أخذ أسرار صنعه من ايطالي (ص٨): “بعضهم لا يضع حبّه في الخبز. الحب هو المكون الخامس ” ص ١٥. و “مسألة صناعة الخبز تُشبه الحياة”. ص٢٩
كان والده قاسيًا وتربيته كذلك وأفكاره :” لا يجوز للرجل أن يُجالس النساء، إنّهما كالملح والخميرة .” ص ١٨ .وكانت له نظرة للرجل وعلاقته بعائلته وبالإناث، كما كل الرجال في مجتمعه: “رافقهنّ كحارس /أب ” ص ١٩.
يعيش ميلاد في مجتمع لا يعلّمه كيفية التعامل مع المرأة أو أن يكون رجلًا : ” لم أتلقّ يوماً تدريبًا علميّاً في أن أكون رجلاً” ص ٢٢
كان لوالدته أيضاً نظرتها في دور المرأة والرجل :” الرجل لا يغسل الأواني ” و ” الرجل يزرع، يحصد والمرأة تطبخ. الرجل يبني والمرأة تُعمّر وتنظّف ما بناه” ص ٣١
ميلاد الشاب يعيش مع أخواته صفاء، صالحة، أسماء وصباح. لا يتأثّر بشخصية صالحة القوية ولكنه يشاركهنّ في وضع طلاء الأظافر ونزع الشعر والأحاديث والسهر وأمور أنثوية
يُحِب ميلاد زينب ومن ثم تنشأ بينهما علاقة جميلة لكنهما يرتبطان بسبب العلاقة الجنسية قبل الزواج. يخاف على زينب أن تُنعت بالعاهرة فيتزوّجها ويعيش معها قصة جميلة في منزل فوق منزل أهله :” نقيض الحب هو اللامبالاة” ص ٥٦
تنطوي العلاقة على مشاكل بسبب تلميحات والدته أو انتقادات أخته لزوجته زينب :” أحياناً يتآمر أفراد أسرة كاملة على زوجة أخيهم الغريبة ” ص ١٤٧
وفي مجتمع يخاف فيه من الطلاق اذا ما نجحت العلاقة الزوجيّة، ولو :” الطلاق ليس شيئا معيبًا وأحياناً أفضل الحلول التي نتّخذها “. ص ٥٢
تتحوّل أحلامه بالإنجاب إلى الفشل في مجتمع ينظر إليه بالشفقة ص ٦٢، لأن مقاييس الرجولة هي أيضًا بالإنجاب، بالإضافة ضرب الزوجة “رجال لا يتحكّمون في زوجاتهم ” ص ٢١
في مجتمع يرفض مشاركة الرجل زوجته الأعمال المنزلية أو أن تُعيل زوجها من خلال عملها :” سلطة المجتمع تسنّ سكاكينها”. ص ٧٢
رواية تتناول موضوعاً، ( tabou ) عيب أن نتحدث فيه في مجتمعاتنا وهو دور الرجل ودور المرأة في الحياة الزوجية وفي المجتمعات العربية والعشائرية
نكتشف شخصية زينب الزوجة التي تعمل تُدخّن وترقص وتشرب الخمر وتلبس البكيني في شهر العسل وهي تعمل لتُعيل زوجها الذي يهتم بشؤون المنزل كافة من طبخ وتنظيف وجلي وكي
تحت تأثير إبن عمّه والمجتمع الذي يعيش فيه، يريد هذا الإنسان الملازم للمرأة في كل شؤونها والقلق على تميّزه عن كل رجاله، أن يصبح رجلًا على مثالهم
وفي النهاية يضرب زوجته ويخونها وبذلك يُثبت ذكوريّته
أما المفاجأة الصادمة فتأتي في آخر صفحة ونصف، من الرواية حين يتحوّل هذا الرجل البسيط الداعم للمرأة والمحب والمساعد لها إلى قاتل يقتل زوجته بدمِ بارد، يفقد إنسانيّته ولا يفقد أُنثويّته في التعامل مع جثّتها في غرفتها
رواية تتناول الصراع بين معايير الرجولة ومعايير الإنسان الذكر ككائن بشري يتمتّع بشعور الحب والحنان لا القسوة والبطش والعنف والضرب. على ميلاد بطل روايتنا أن يُثبت رجولته من وجهة نظر المجتمع الذي يعيش فيه والذي لديه مفهوم محدّد للرجولة
يتأثّر بالمجتمع فيتحول من إنسان بسيط يعتبرونه غير مكتمل الرجولة إلى قاتل مجرم
يواجه موروثات وسطوة المجتمع على تكوين شخصية رجاله ونسائه
مأخذي على الكاتب
-كثرة الإيحاءات الجنسية والألفاظ الكثيرة التي كان بإمكانه إيجازها أو تجنّب الكثير منها لأنّها تخدش حياء القارئ
رواية سهلة القراءة، يوجد فيها عنصر التشويق بحيث تبدأ من نهاية القصة، ليسرد أحداثها بقلمٍ مخلص، لقضية المرأة بشكل عام
٢٤/٠٥/٢٠٢٣