ويحذر الروائي، الحائز على جائزة البوكر لعام 2021، من منزلق خطير لبعض الروائيين الساعين لقنص الجوائز، ويقول إن هناك عدداً من الروايات تكتب ضمن ما يسميه “كتابة المواسم”
“إرم نيوز” التقى برجس الذي كرمه العاهل الأردني قبل أيام؛ لمساهمته في إثراء الثقافة المحلية والعربية، وكان هذا الحوار
حظيت بتكريم ملكي أخيراً؛ لمساهمتك في إثراء الثقافة المحلية والعربية، ماذا يقول جلال برجس عن هذا التكريم؟
ابتهجت كثيرًا بهذا التكريم من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه، لما فيه من أبعاد معنوية غاية في الأهمية، فحين يكرم ملكٌ روائيًا فإنه يشير إلى اهتمامه بما نسعى إليه ثقافيًا
لذا فهذا التكريم ليس لي على الصعيد الشخصي فقط، إنما للثقافة الإنسانية بشكل عام، والأردنية بشكل خاص. إنها رؤية مؤمنة بضرورة الثقافة، ومدى قدرتها على البناء الإنساني، خاصة في مرحلة عالمية شائكة، وصعبة أما على الصعيد الشخصي فإني أرى في الوسام الذي نلته ثناء على كاتب سار وحيدًا في درب الأدب الذي لم يكن سهلاً على الإطلاق، ومضى فيه رغم ما يكتنفه من عواقب، ومحاذير، وشوك. إنه تكريم لمن يؤمنون بالثقافة
أنت روائي تقف بين الكبار ولك أعمال روائية يصنفها النقاد بأنها تنافس عالمياً وعربياً؛ لماذا بدأ جلال يكتب الرواية متأخراً؟
لم أذهب إلى الكتابة الروائية مبكرًا؛ لأن الرواية صنف أدبي يراد له كثير من المعرفة، والتأني، والقدرة على فهم الشارع، بالتوازي مع فهم الذات
الرواية ليست مجرد سرد لحكاية يمكن أن ننصت لها في أي مكان؛ إنها حفر عميق في طبقات النفس البشرية. في الحقيقة لقد كتبت الرواية قبل الشعر في المرحلة الصحراوية حين عملت فيها لثمانية عشر عامًا. لكني بعد ثلاث مخطوطات وجدت أنه من المبكر الدخول في هذا الحقل السردي الذي يوحي بسهولته، لكنه على العكس من ذلك
حين وجدت أن بإمكاني كتابة رواية، وذلك بعد عشرين سنة من كتابة أول مخطوطة روائية، فعلت ذلك فأصدرت مقصلة الحالم. أما ما كتبته سابقًا فقد اعتبرته مجرد تمرينات على السرد ربما أعود لها يومًا
حصدت عدة جوائز هي الأهم عربياً منها البوكر 2021 و كتارا 2015؛ هل الجوائز برأيك تمثل دافعاً لاستمرار الكتابة؟
في جانب ما أعتقد أنها باتت تمثل دافعًا للكتابة، والدليل هو صدور عدد من الروايات المهمة بعد ظهور الجوائز التي تعنى بالرواية مثل الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر)
“نشيج الدودوك” مبنية على ثلاثة عناصر: سيرتي، وسيرة ثلاث مدن زرتها، وسيرة ثلاثة كتب رافقتني في السفر
لكن في هذا الدافع منزلق خطير للبعض، إذ هناك عدد من الروايات تكتب ضمن ما يمكنني أن أسميه “كتابة المواسم”، وهنا أقصد مواسم الجوائز
فكتابة المواسم غالبًا ما تأتي سطحية، تخلو من العمق والمحمولات المعرفية. في بنائها جانب هش، وفي خطابها التباس واضح. وفي لغتها ركاكة. وهذا بالطبع يحدث لأنها لم تأخذ وقتها الطبيعي. الروائي الناجح لا يقاس بكثرة ما ينشر، بل بقيمة ما ينشر، إنها علاقة الكم بالكيفية
ما جديد جلال برجس؟
صدر لي عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر قبل أشهر سيرة روائية بعنوان: (نشيج الدودوك)، مبنية على ثلاثة عناصر: سيرتي، وسيرة ثلاث مدن زرتها، وسيرة ثلاثة كتب رافقتني في السفر. إنها خلطة ربما تكون جديدة، حاولت من خلالها أن أقارب ذاتي عبر تلك العناصر