د.علي حجازي

د.علي حجازي
ذات عصر ، حملتُ القلمَ ودنوت من الورقة ،  تملّيت بياضها الناصع، ومرّرت
كفي على صفحتها الملساء، فأحسستُ ارتعاشة خفيفة، فتوجّهت إليها 
– ما بك يا عزيزتي ؟
– أحبُّ الدفء منبعثاً من كفّك وأناملك التي تعشق اليراع كثيراً، ذا ؛ لأنّي آنس بالفكرة التي
تودعنيها لتضوع في عقول العشاق، عشاق الأدب، وفي قلوبهم. -الأحاسيس مشتركة بيننا
-انتظر احتضان نصِّك بفارغ الصبر . (قالت)
   شرعتُ أحبِّرُ وجعاً شديد الإيلام، أصابني ، ولمَّا وضعت اسماً معينًا عليها شعرتُ ارتجافة
 رفعتُ القلمَ عن وجهها وقلت 
– ما الذي أصابك ياعزيزتي؟
– احذف الإسم عن وجهي ، أرجوك 
– ألك أن تخبريني السبب الذي دفعك إلى اتِّخاذ هذا القرار ؟
– بالأمس ، سمعتُك تردّدُ على مهل :  “قل أعوذ بربِّ الفلق . من شرِّ ما خلق ” “وقل أعوذ بربِّ الناس … من شر الوسواس الخناس” ، فشرعت أفكّر في مصدر  ذلك الأذى الذي لحق بك  
  – سأبوح لك بذلك الشرّ “شر ما خلق” أي  أذى العقارب والأفاعي والذئاب والذباب والغربان والثعالب الماكرة والبوم وما يماثلها من بني البشر 
 – ممتاز، و هل لبشريٍّ أن  يجمع بين صفتي العاقل وغير العاقل ؟ أقصد بين “الوسواس الخناس” و
“ما خلق” ؟ 
– اجل يا عزيزتي، فبعض الناس يشبهون العقارب التي تلسع من دون أن نُلحق بها أذى ، حتى لو أحبّ الإنسان أن يمسح على جسدها بلطف  فلا تتردَّد من غرز إبرتها  المحتقنة بالسمّ في لحمه 
–  لكلِّ ما تفضَّلت به الآن  رجوتك أن لا تسوّد بياضي الناصع بأسماء تجمع الفعلين القبيحين ، الوسوسة واللسع ، أرجوك أن تبعدني عن أمثال هؤلاء ، وأن تردِّد على مسمعي المعوذتين دائماً . أرجوك أرجوك
غرفة 19
- سوزان سونتاغ، الصورة الفوتوغرفية سريالية كونها تخلق عالمًا اصطناعيًا
 - كتاب السكندريات ” اليكسادرينك “…عندما كانت مصر حلم الاوربيين في العمل والثراء للكاتبة / دارينكا كوزينتس
 - من طه باقر إلى أيلون ماسك.!! المدن التي تبني الإنسان..
 - الفلسفة فنّ العيش لا الموت
 - الكتب الممنوعة…من قرار الحظر إلى صالونات القراءة (حين تُحاصر الكلمة… تنفجر في الظلال)
 - الرسام أندريه ماسون… التحرر من سيطرة العقل
 
                        




