محمد زينو شومان
تحيّرني نفسي
ماذا تبغي مني؟
عصيّ عليّ فكّ حروفها كأنها الرقيمُ المعجز
لكم كانت مناطَ استكشاف المستشرقين الأوائل
ولكم مر عليها من رحّالة هائمٍ بأحداث التاريخ
وبأخبار الجغرافيا والديار والديّارين
من يدخلني إليها دخولَ المتاحف والمناجم وغرف التحقيق؟
ألن تقرّ يوماََ وتستقرّ استقرار الآمنين؟
ويل لها!
لم أرها قطّ راضيةََ مرضية
حائرةٌ مثلي
كلما دنوت من النجم القطبيّ صعّر خده
بل خديه معاََ
واختفى كسطرٍ مشطوبٍ من قصيدة
أو كورقة مسروقة من نص معاهدةٍ دولية
أو كشعور مبهم مجهول الأبوين
لا يمكن رصده بالمجهر، أو بالعدسات المكبّرة،
أو أي مرصدٍ فلكيّ
هل وصلت إلى حيث المبتغى؟
تتنازعني رغباتٌ من جنسيات شتى
ومن كل ما هب ودب
كيف أختار وما هو مقياس المفاضلة
وفرز الغث من السمين أو الهزيل؟
وكم هي مسامّ النص وغدده النقدية قادرة
على لفظ ما ليس بجديرٍ بالبقاء؟
الشعر ينتفض كالنُّفَساء بعد آلام الوضع
تلازمني فوبيا التكرار والتماثل والتطابق
كلما خطوت خطوةََ تفقدت الطريقَ محاذراََ
سلوكه مرةََ أخرى
أكره التشابهَ الذي يصيبني بالاكتئاب وعقدة الذنب
وعبثية الوجود
لا أحب الشربَ من كأسٍ واحدةٍ مرتين
كلما شربت كأساََ حطمتها تجنباََ للشبهة
والظن وحتى لا تتكرر
مرعب هذا الشك الذي لا يطاق
كيف أتخلص منه ومن أمه وأبيه
ومن ذكره وبنيه؟
لا أعلم ما هي المكيدة المتربصة بي
عند أول مفرق، أو شارع،
أو أول عثرة
سحقاََ لي ماذا أبغي؟
هل دخلت المدينةَ الصناعيةَ بحثاََ عن غيمة ضائعة؟
لو نفضت أسمالي ورأسمالي لما تساقط
غير حواسي التي أتلفها سوء الاستعمال
وهل مثلي يلام وهو يخلط بين وظائف هذه الحواس؟
كم استخدمت أداةَ هذه الحاسة مكان تلك
وهكذا دواليك
إنه الفشل الذي يسمّى أو يلقّب بالذريع
ولا ذريعةَ لديّ لاستبدال هذا الاسم أو اللقب
لعله خاص بالفشل دون سواه
لا توبخوني ذراعي قصيرة جداََ في اللغة
وهل من النحويين أو البلغاء من يعيرني
ولو فتراََ من ذراعه اللغوية الطويلة؟
أنا حائرٌ جداََ
إلى أين تجرّني نفسي من يدي
جرّ الكفيف؟!
لبنان _ زفتا في 2023/6/30
غرفة 19
- الفيلسوف سعيد عقل.. شاعر السحر والجمال
- قراءة نقديّة في المجموعة القصصيّة: “مشاهد متعدّدة للحبّ” للكاتبة رزان المغربيّ
- رسم الطبيعة وتجسيم الأصوات في ســرد الــروائي الطـيب صــالح- عنوان الورقة المقدمة ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٤م
- الزيتونُ الحَميم…
- رواية الطّرحان ملحمة الدم،الحب والاغتراب
- شيطانُ الحُبّ