شجرٌ هوى على كفَّيَّ
معتذرًا عمَّا جنَت أيدي الرفاقِ
حين أغوتها الحقول
أهلي- وقد غسلوا السماء ليكتبوا إسمي-
زرعوا النهايات السعيدةَ في دمي
وخانتني الفصول…
أنَّى يكون لي حجابٌ من عيون الجانِ
والذين كانوا من قبلُ هنا
تركوا الـ “هُنا ” للريح
بدَّلوا الألوان
داروا في القرى يردِّدون
أنِّي فاقدٌ أهليَّة اللون الجديد
وأنكروني مثل تلميذ المسيح؟
أنَّى يكون لي كلامٌ
والرفاقُ سطَّروا الأحلام فوق لوح الثلجِ
وادَّعوا بأن الحبر مكَّارٌ كسول؟…
شجرٌ هوى على الرصيف
نادبًا: يا ويح غصني كم تقطَّع قلبه
وأنا الذي حيَّكتُ للفؤوس أرديةً فأردتني
وأنا الذي أورقتُ كيما تثمر الكلماتُ
عند البوح صدَّتني
وأنا الظلال بي ترتاح أطيار اليمام
حين يلفحني الخريف؟
أصبحتُ وحدي ههُنا
كأنْ لا غصن يحملني
ولا ضياءَ يغوي الشمس كي تنسى الأفول
كأنَّ الحنايا أقفلت أبوابها
فلا وصلت رسائلي…ولا عاد الرسول.