لو لم يكن للحياة معنى ما كنا ننتظر بزوغ الشمس في كل صباح، لنبسط الكف نحوها تكتب على جدار العين أمنيةتلو أخرى، نمتص الإشعاع من بين جفنات الفجر، نزرعه في صدورنا تختلج أرواحنا، يتجاوزنا مندفعاً يتدفق نحو الآخر، معنى الحياة من خلال الظروف التي تشكل ماهيتها، وظيفية واجتماعية وجسدية، الكل في واحد والواحد من الكل، نعيش في اسرة واحدة على كوكب واحد وجود الفرد مرتبط بوجود الجماعة واستمرارية وجود الإنسان يعتمد على المرأة والرجل، ان الشعور بالانتماء هو في المساهمة الإيجابية والتعاون الجماعي هو الحماية الحقيقية في مواجهة الأنا. التواصل مع البيئة المحيطة نؤثر ونتأثر، نتبادل الخبرات منذ الطفولية الى ان تتبلور شخصية كل منا بدءًا من البيت الى المدرسة والشارع الاحتراق يهدد مدننا يهدد أصابعنا الممتدة نحو الرجاء، نلزم أكواخنا، عزلتنا، مثقلين بالضياع، الوجع كم الأفواه وكأن الكون يتآمر علينا، عزلنا عن الحياة، موت مدقع، فلا نجد سبيل، في هذه الغربة إلا الالتجاء إلى غابة الحروف نتقي شر الإبادة، نرمى عارضة الفناء، إنه لإحساس جميل وحميم يغمرنا ونحن نطوع تلك الأشكال على الورق، وسم على جبين الورق، ضد الخنوع ، تطالبنا بصمت، ماذا أعددتم لنا من تفوق وجديد، وأي معنى أضفنا لهذه الأرض، في الوقت التي استولت على البشر كآبة غريبة، وانتهت عادة الكتابة، وباتت الشاشات الزرقاء تشد أبصارنا، الكتابة،الحرية انعتاق نسبّح فيها بحمد الابجدية، نرفع فيها اليد نحو الضوء، نمزق السطور مناجاة ومناداة قرار نودعه صدر كل مبدع، يتخذ من معاناة العصر إلهام، يشهر سيف الجمال في وجه البشاعة يقشر الاقنعة يعيد ترتيب الحياة، يؤثث عالماً في جملة شعرية، أو مفردة تتوسع تنمو، يختصر في دعوة إلى سفك الحبر، إلى بلوغ ذروة النشوة، مُشكلاً للحياة معنى، لسنا من مرتزقة الفكر، ولا انهزامية التفاهات، إنها مسألة مبدأ، كل طير يموت، ولكن الى ذلك الحين لا ينسى التحليق، الوجود ساحته، والسماء نافذته المشرعة، مشكلاً من صدى الطبيعة هوية جديدة للإنسانية،
“إن المعنى الحقيقي للحياة -معنى الحياة- هو في المساهمة التي نقوم بها لمصلحة حياة الآخرين، وهو أيضًا في الاهتمام الحقيقي والخالص في التعاون معهم”
لنا أن نقول كلمة وإن كانت حبلاً مشدوداً على الاعناق.
رائعة