جُودِي وَجِدِّي بالبُكاءِ وادمِعي
ياعينُ عَن جَلَدِ الصُّمودِ تَمَنَّعي
فالهَمُّ احرقَ بالحَشاشةِ خافقي
والجَّمرُ فَتَّتَ باتِّقادِهِ اضلُعي
وَلِزائِرِ الليلِ المداومِ رِفقَتي
كَرِداءِ ثَوبٍ ارتديهِ بِمَهجَعي
عَزَقاتُ حَرثٍ تَستَطيلُ شِفارُها
فيها النِّصالُ المُشرَعاتُ بِاذرُعِ
هوَ غَمُّ نَفسٍ لا يَكُفُّ أنينُهُ
هَمساً يُوَقِّرُ في طَنينِهِ مَسمَعي
وَيُهيجُ ذِكرى مِن سِقاهُ ورودُها
تَقْتاتُهُ شوكاً بِمُرٍ لاذِعِ
هُوَ أُنسُ حَرفيَ مُلهِمٌ لِقَريحَتي
وَهوَ النَّديمُ اذا خَلوتُ لِمَخدَعي
وَهوَ القَرينُ الشّاعِباتُ جُذُورُهُ
رَضَعَ المَآسِيَ مِن مَناهِلِ مَرضَعي
وَهوَ الصَّنيتُ لِما تبوحُ قَصائِدي
وَهوَ المُفَرَّدُ في شَكاةِ تَصَدُّعي
وَهو الرَّفيقُ المُستَطابُ بِخَلوتي
وَهوَ المُلاطِفُ في أنينِ تَوَجُّعي
هُوَ كَأسُ هَمٍّ مِن ظُنونِ بَلِيّّتي
وهوَ الوَساوسُ من خزائِنِ مَترَعي
هُوَ مَن أُريدُ ولا أُريدُ فِصالَهُ
هُوَ مَن شَكوتُهُ في اللّياليَ ما أَعي
فَأَخالُهُ غَوثَ الطَّريدِ لِمُفجَعٍ
آساهُ جَهلٌ بالمعارِفِ يَدَّعي
وَنَفاهُ في حُبُكِ الدُّجُنَّةِ طائِلٌ
عِلَلٌ خَبائِثُ تَعتَليهِ كَأَنزَعِ
مِن مُرِّ اوجاعِ الزَّمانِ رَميّةٌ
فيها النَّوابِتُ مِن مَدِيَّةِ سُبَّعِ
أَسفي على الخُذلانِ مِمَّ ظَنَنتُهُ
كَمَنيعِ سَقفٍ في حِماهُ تَرَبُّعي
زَهراً سَقانيَ لا أزالُ بِمُرِّهِ
بِجَزاءِ مارَوِيَ الزُّلالَ بِمَنبَعي
وَبدِينِ شائِنَةِ. الخَيارِ حَلائِلٌ
حَرُمَت بِدِيني والضَّميرِ الأوزَعِ
ماعُدتُ أَكتُمُ مااختَزَنتُ مِنَ الأَسى
وَلِضَيفِ لَيليَ لَهفتي وَتَسَرُّعي
ناجَيتُ رَبَّاً ماقَنَطْتُهُ رَحمةً
فَلَرُبَّ من سُبُلِ النَّجاةِ تَضَرُّعي
..2024.1.16