زرت الولايات المتحدة الأمريكية من شرقها لغربها ٣مرات لتغطية حدثين رياضيين كبيرين،هما أولمبياد لوس انجلوس ١٩٨٤وبطولة كاس العالم لكرة القدم ١٩٩٤ والمرة ال٣كانت زيارة بدعوة من الخطوط الجوية الأمريكية”اميركان إيرلاينز” وهي أكبر شركات الطيران العالم من حيث عدد الركاب، والذي يبلغ حوالي 189 مليون مسافر سنوي اوايضا من حيث الاسطول، والبالغ 948 طائرة، تقدم خدماتها نحو 350 وجهة من جميع أنحاء العالم.
وكانت بداية الرحلة الثالثة من مقر “اميركان إيرلاينز” في مدينة فورت وورث خامس أكبر مدينة في ولاية تكساس الأمريكية.
ولكن تظل الرحلة الي لوس انجلوس عروس مدن الغرب الامريكي ولاية كاليفورنيا هي الراسخة في الذهن بكل تفاصيلها ، بعدما عشت لحظات مثيرة فيها ما بين المطرب العالمي ليونيل ريتشي و الممثل الكوني تشارلز برونسون ، عانقت أساطير جن تمشي في شارع النجوم في عاصمة السينما العالمية هوليوود ، حتى اعتقدت اني منهم بعدما ذبت عشقا فيها ، محترقا بسعادة فـي تـوهجها المقدس ، وانا اعيش لحظات استثنائية منحني القدر اياها بين دفء النشوة الكبرى وأكواب الرحيق جامعا من لياليها كل الأحرف غنت …فاشتعل لها الكون بالحمى، ونيران البريق.
من القاهرة الي العاصمة الايطالية ، ومن روما الي شيكاغو ومنها الي الغرب الاميركي،حيث رقصت الرياضة مع عالم الخيال ، في فيلم لم يصنع في هوليوود،وانما على بعد خطوات منها وبالتحديد في باسادينا ، لم يكن السفر الي الغرب الاميركي رحلة مثلها اي رحلة ،وانما جامعة ، عشت فيها تلميذا ، اتعلم كل يوم ،واحصل على محاضرات عملية ،في الفن والرياضة والادب والسياسة، من اساتذة لم يآت بعدهم .
لقد ذهبت الي لوس انجلوس في العام 1984 ،كاصغر واحد في الوفد الاعلامي لبعثة مصر الاولمبية ، فكانت في عيني ، نقية وجميلة كأحلام الفقراء ، حاولت مغازلتها بعصارة ما حفظته من حرف العشق ، وجمال الكلم ، الذي ظل في ذاكرتي ، يخلق عندما تشتعل الذاكرة نار ، ييبعث مـن رمادها عاشقا ، لهذه المدينة الطفلة التي تلهو في الغابات ، والمطر الذي كان بمثابة حبات الضوء صهرته كالعشاق بالأشواق، حتى أضاء في الليل نجوم ونجمات في السماء و على الارض.
لوس انجلوس بعد 35 عاما … اسمحي لي ان أنـيخ لك الـقصائد فـي محطات الزمان ، لكي استرجع طيفك في خضم عبابه ، واهتف باسمك حـتى إذا سمعه البرق ابتسم ، واطلق آهة الجيتار والطبل، فترقص نشوة الدنيا ، و أرقص الليل انهمارا، ملأ سكونه جنونا واستدارا، عانق بهيمه الضوء انتشاءً وانبهارا،.
ولكن لماذا مازال يسكن ذاكرتي رغم مرور السنين من هذه الرحلة التي رايت فيها الليل ليلين ، والصبح صبحبن ، كل من المطرب العالمي ليونيل ريتشي و الممثل تشارلز برونسون ، رغم ان دورة لوس انجلوس كانت مليء بالاحداث الرياضية و التي منها الي ان الدورة سجلت حتى الآن أفضل حضور لمنتخبات كرة القدم العربية في النهائيات بخمسة مقاعد من أصل 16.هي منتخبات: مصر والمغرب عن أفريقيا بجانب الكاميرون السعودية والعراق وقطر عن آسيا و، وجاء تأهل السعودية للمرة الأولى في تاريخها بعد تجاوزها للهند وماليزيا في التصفيات الأولية، ثم تصدرت مجموعتها .
كما شهدت لوس انجلوس للمرة الأولى مشاركة اللاعبين المحترفين ، في الألعاب الأولمبية وهو ما ساعد عدد من المنتخبات مثل كندا ومصر في بلوغ ربع النهائي.
وكان الأمر الأكثر إثارة هو تدفق الجمهور بشكل كبير على الملاعب الأربعة التي استضافت المباريات وهي بالو إلتو (كاليفورنيا) وأنابوليس وكيمبريدج (ماساشوستس) وباسادينا (كاليفورنيا) وتابع مباريات المسابقة الإثنين والثلاثين 1421627 متفرج ، وهو أعلى رقم في مسابقة كرة القدم في الألعاب الأولمبية وساعد هذا النجاح الولايات المتحدة الأمريكية في إقناع الاتحاد الدولي لكرة القدم في 1988 بمنحها شرف استضافة كأس العالم 1994 .
ليونيل ريتشي بالنسبة لي ليس مطرب حفل افتتاح دورة لوس انجلوس ولكن كنت واحد من الصحافيين الذين اجروا معه حوار قبل الافتتاح بدقائق وكان هذا بمثابة تكريم لي من اللجنة المنظمة لكوني واحد من اصغر رجال الاعلام عمرا من المتابعين للدورة .
وقد عرضت هذه ة المقابلة الصحفية المشتركة لعشرة صحافيين مثلوا كل قارات العالم على شاشة استاد باسادينا اثناء دخوله المسرح حيث غني اغنيته ” all night long ” «طوال الليل» التي احتلّت المركز الأول بموسيقاها الراقصة ذات الطابع الكاريبي.
وكشف ليونيل ريتشي في هذه المقابلة التي كان لي نصيب فيها بانه نشأ في «تاسكيفي» بولاية «الاباما» في حرم معهد «تاسكيفي»، إذ كان منزل جدّه في الجهة المقابلة من الشارع وأمام منزل مدير المعهد. لكن أسرته انتقلت للعيش في «جولي» بولاية «اليوني» وهناك انضم إلى ثانوية «جولي ونشيب»، فكان طالباً مجتهداً ولاعب تنس محترفا، لهذا حصل على منحة رياضية للالتحاق بمعهد «تاسكيفي»، ونجح بتفوق متخصصاً في مادة الاقتصاد. وبعدما حصل على شهادة من «تاسكيفي»، أتم ريتشي دراسته وتخرج في جامعة «أوبورن».
وذكر بان أثناء دراسته شكّل سلسلة من مجموعات «آر أندبي» في أواسط السبعينات، وفي العام 1968 أصبح مغنّياً وعازف «ساكسفون» مع فرقة «كومودرز» وهي جماعة روحية شعبية. اشتمل على صوت راقص بديع، يشبه مثيله في الخلفية الموسيقية لفيلم «ماشين غان» و«بريك هاوس». .
ونوه بانه هو من كتب أنشودات شعرية أكثر رومانسية وسهلة الاستماع مثل أغنية «سهل» و«سيدة لثلاث مرات» و«هادئ»، أما الأنشودة المأسوية فكانت بعنوان «أبحر».
اما الممثل السينمائي الشهير تشارلز برونسون “اجمل وجه قبيح على الشاشة” فقد التقيته عند زيارة الوفد الإعلامي المصري لأستوديوهات “يونيفريسال” الشهيرة بهوليوود اثناء تصويره فيلمه ” Death Wish 3 ” والذي عرض في دور السينما العام 1985.
وقال لي بان ملامحي الشرقية لفتت انتباه جدا جدا ، وعندما عرف اني فرعوني طلب مني على سبيل المداعبة ان اتصور معه ، رغم انه كان طلبي ، والشيء الرائع ان ما قام بتصويرنا الممثلة العالمية مارينا سيرتس صاحب البطولة النسائية في هذا الفيلم .
وبرونسون الذي اشتهر بتجسيد أدوار البطل الشرس في افلام سيطر عليها في الغالب طابع العنف. وساعدته ملامحه الحادة وحضوره القوي على الشاشة واسلوبه المميز في التمثيل على ان يحقق نجاحا متميزا من خلال افلامه مثل «العظماء السبعة» و«الهروب الكبير» و«دستة أشرار» ، كان معي قمة في التواضع ومنحني وقت كبير من الاهتمام والحديث .